جنوب مصر

اقرا معنا احدث الاخبار الصحفية قبل نشرها بالصحف ووكالات الانباء

الخميس، 14 أغسطس 2008

نوبيين توماس وعافية

معاناة النوبيين فى قرية توماس وعا فيه بقنا كتب/عيسى سدود عندما شرعت الدولة فى التعليه الثانية لخزان أسوان رات منح النوبيين تعويضا مقابل تهجيرهم من مساكنهم حيث اتخذ تعويضهم إحدى صورتين. اولا تخصيص جزء من أراضى الحكومة الواقعة شمال مدينة أسوان مباشرة وبيعها لأصحاب الحقوق من النوبيين مقابل أراضيهم حيث أقام بعض النوبيين هناك منذ هذا الحين ثانيا دراسة وحصر الأراضي التي يمكن زراعتها بمنطقة النوبة والتى تفتقر إلى الماء اللازم للري ثم تزويدها بمشروعات الري والصرف اللازمة وتوزيعها على النوبيين 0 وقد وضعت وزارة الأشغال مشروعاً يستهدف تزويد جميع الأراضي الصالحة بالمنطقة بمشروعات الري، بيد أن المشروع لم ينفذ جميعه لتوقفه نتيجة بدء التفكير في بناء السد العالي 0 وقد أقامت وزارة الأشغال بمنطقة النوبة ثلاثة عشر محطة لطلمبات الري منها ست طلمبات تروى حوالى 4100 فدان رياً نيلياً، وسبع محطات تروى حوالى 7500 فدان رياً مستديماً أما بقية أراضى المنطقة ومساحتها حوالى ألفى فدان تروى بالسواقي والشواديف ووسائل الري الأخرى فضلا عن التعويض عن نقص الانتفاع حيث ا تقرر عام1933نزع ملكية جميع الأراضي الواقعة تحت منسوب122، وصدر القانون رقم 6 لسنة 1933 استثنيت من قرار نزع الملكية النهائي بعض النواحى لارتفاع أراضيها نسبياً مما يجعلها في مأمن من غمرها بالمياه لفترة من العام تكفى لزراعتها زرعة واحدة بعد انحسار المياة عنها 0 وقد صرف لأصحاب هذه الأراضي تعويضاً عن نقص الانتفاع الذي ألم بهم نتيجة غمر أراضيهم بالمياه لفترة أضاعت عليهم زرعة واحدة، وقدر هذا التعويض بما يوازى نصف الثمن الذي كان مقدراً لهذه الأطيان على الرغم من بقائها في حوزة ملاكها وكان من ضمن هذه القرى التي شملها هذا الوضع قرية (توماس وعافية) . وحين تبين لوزارة الأشغال نتيجة بحث شكاوى النوبيين عدم استفادة بعض المعوضين جزئياً بأراضيهم حتى ولا بزرعة واحدة أصدرت قراراً في يوليو 1942 بنزع ملكية أراضى عنيبة وتوماس وعافية نزعاً كاملاً مع صرف النصف الباقي من الثمن، بيد أن جميع أصحاب التعويضات بناحية توماس وعافية وبعضهم بناحية عنيبة امتنعوا عن صرف استحقاقاتهم متعللين أن قيمة التعويضات التي تقرر صرفها لهم غير عادلة مما دفع أصحابها على رفض صرفها مطالبين بإعادة تقدير أثمان أراضيهم وتدبير أطيان أخرى يزرعونها 0 وظل الوضع على ما هو عليه مع استمرار وزارة الأشغال في دراسة هذه المشكلة إلى أن انتهت إلى تقرير إعطاء أهالي ناحيتي عنيبة و توماس وعافية أثمان أراضيهم طبقاً لما تساويه وقت نزع الملكية مع تدبير أراضى أميرية تباع لهم 0 وفى عام 1951 وافقت وزارة الأشغال على نزع ملكية أراضى توماس وعافية فقط مع تخصيص مساحة قدرها ثمانية آلاف فدان من أملاك الحكومة تقع خارج الزمام بنواحي إسنا والنجوع والقرايا مركز قنا لبيعها إلى أهالي توماس وعافية بحالتها التي هي عليها، وقد أشارت وزارة الأشغال إلى أن أراضى ناحية عنيبة يمكن الإفادة بزراعتها 0 ومنذ هذا التاريخ بدأ ارتباط أهالي توماس وعافية بمنطقة إسنا وأصدرت وزارة الأشغال قرار عام 1954 بنزع ملكية أراضى الناحية كما قامت بالاتصال بمصلحة الأملاك الأميرية وزودتها بالبيانات اللازمة عن الأراضي المنزوع ملكيتها تمكيناً للمصلحة الأخيرة من حصر المواطنين الذين ستباع لهم أراضى الحكومة في منطقة إسنا 0 وفى يناير من نفس العام أبلغ مجلس الوزراء وزارة الأشغال - مصلحة المساحة - باحتجاز ما يعادل 30% من مبالغ التعويضات المستحقة لأهالي توماس وعافية على ذمة إصلاح الأراضي التي ستباع لهم بمنطقة إسنا بدلاً من أطيانهم التىنزعت ملكيتها 0 وقد قامت مصلحة الأملاك بوضع قواعد توزيع الأراضي على أهالي توماس وعافية بمنطقة إسنا كما أجرت الممارسة اللازمة وقامت باستكمال ما يعادل 10 % من ثمن الأرض من المواطنين الذين رغبوا في شراء أراضى في هذه المنطقة حيث بلغ عدد المبيعات 1035 بيعة مساحتها جميعها 4956 فداناً و8 قراريط و23 سهماً، كما حددت مسطحات بلغت مساحتها 1740 فداناً و3 قراريط و16 سهماً لأهالي الناحية الذين لم يتقدموا للشراء 0 وظل أهالي توماس وعافية على ارتباطهم بالأراضي المخصصة لهم ناحية إسنا دون وضع يدهم عليها، إلى أن صدر في عام 1959 قرار لجنة مراقبة تنفيذ برامج استصلاح الأراضي بوقف مبيعات مصلحة الأملاك نهائياً بما فيها الأراضي البور إلا أراضى وضع اليد وهى عبارة عن مخلفات المنافع العامة والأراضي الزراعية 0 ومنذ هذا الحين أسلم خزان أسوان مصير ومستقبل أهالي توماس وعافية إلى السد العالي، ضاماً مشكلتهم إلى مشكلة سكان النوبة جميعهم الذين باتوا يتطلعون إلى الشمال حيث موقع السد الجديد الذي أرتبط بإنشائه مصير النوبة جميعها 0 \وما أن بدأت الخطوات الفعلية لتنفيذ خطة تهجير النوبيين حتى تقدم عدد كبير من أهالي توماس وعافية بشكاوى الى الوزارة وإلى السيد محافظ أسوان والجهات الرسمية الأخرى يتظلمون فيها من تهجيرهم إلى منطقة إسنا دون سائر النوبيين، ويلحون في أن يتم تهجيرهم الى منطقة كوم امبو أسوة بباقي أهالي النوبة حتى يكونوا بين أهلهم وذويهم 0 وقد ناقشت هذا الموضوع " لجنة تلقى رغبات النوبيين " المشكلة برئاسة السيد محافظ أسوان بتاريخ 11 يونية 1963 حيث تبين من المناقشة وجود فريقين من أهالي هذه الناحية " الأول منهم يرغب في الهجرة الى إسنا والثاني يصر على أن تكون هجرته إلى كوم امبو 0 وقد حاولت اللجنة أثناء الجلسة التي حضرها ممثلون عن أهالي الناحية التوفيق بين وجهتي النظر وإقناع الراغبين في الهجرة الى كوم امبو بالهجرة الى إسنا طبقاً للخطة الموضوعة، يبد أن كلاً من الفريقين أصر على موقفه طالباً الأخذ بوجهة نظره 0 وإزاء هذا الخلاف، رأت اللجنة استفتاء أهالي توماس وعافية لمعرفة عدد الراغبين منهم في الهجرة الى كوم امبو 0 ولما كان الأصل في التخطيط هو إسكان أهالي القرية المذكورة بناحية إسنا، لذلك أعلن السيد المحافظ أن من سيتقدم برغبته في الهجرة الى كوم امبو فسيجاب الى طلبه بالشروط الثلاثة التالية: - ان يتنازل رسمياً أمام الجهات الإدارية عن الأراضى المرتبط بشرائها باسنا0 و يقبل معاملته مثل سائر النوبيين في جميع شئون التهجيرو عدم اشتراط مواقع محددة بمنطقة كوم امبو 0

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية