جنوب مصر

اقرا معنا احدث الاخبار الصحفية قبل نشرها بالصحف ووكالات الانباء

الأحد، 15 فبراير 2009

كوسة ووطنى فى الادارة التعليمية باسنا

132 مدرس وموجه فى قنا يهددون بالاضراب عن العمل احتجاجا على تدخل مدير الادارة فى اختصاصاتهم قنا عيسى الامير هدد نحو 132 مدرسا من المدرسين المعينين صدر لعدد منهم قرار نقل من مدارسهم بادارة اسنا بينهم 129 مدرس فصل وثلاث موجهين بالدخول فى اضراب مفتوح عن العمل بسبب تدخل مدير الادارة التعليمية فى اختصاصات ادارة تنسيق التعليم الابتدائى والاعدادى مجاملة لامين الحزب الوطنى بالمدينة ومسول امنى فى مركز اسنا من اجل نقل مدرسة تدعى منى عيسى قريبة امين الوطنى بدعوى ان هناك تقرير امنى يوصى بنقلها وهو ما اثار حفيظة المدرسين الذين تم نقلهم من مدارسهم بالادارة نتيجة تدخل مدير الادارة فى غير اختصاصاته من اجل المجاملة قال المضارين ان عبد النور عبد الكريم سلمان حامد مدير قسم تنسيق التعليم الابتدائى والاعدادى تمت مجازاته من قبل بسبعة ايام خصم من قبل مديرية قنا فى التحقيق رقم 87 لسنة 2008 لان ادارة المتابعة اتهمته انه لم يراعى الدقة فى تطبيق القرار الوزارى رقم251 لسنة 2005الخاص بتوزيع انصبة الحصص على المدرسين(مدرسى الفصل) وهم من المدرسين الحاصلين على دبلوم معلمين منذ عام 92 حيث جاء فى تقرير ادارة المتابعة انه تبين ان فى مدارس اسنا الابتداية زيادة فى مدرسى الفصل وفور قرار الجزاء قامت ادارة التنسيق باجراء بيان عن العجز والزيادة فى المدرسين وتبين ان هناك عجزا فى عدد 107 مدرس ومدرسة حصلو على اجازات وضع وحضانة بينهم 24 مدرسا للغة الانجليزية وبلغت الزيادة 129 مدرسا بمدارس المدينة الابتداية فاصدر قسم التنسيق قرار بنقل عدد من المدرسين الزيادة للمدارس التى بها نقص بقرى المركز وكان من ضمنهم مدرسة تدعى منى عيسى والتى تم نقلها من مدرسة الشهيد عبد الستار الى مدرسة ابو بكر الصديق لسد العجز بجانب نقل 50 مدرسا لسد العجز الا ان قسم التنسيق والمدرسين المنقولين فوجئو بقيام امين الوطنى بتقديم مذكرة لوكيل وزارة التعليم استثنى فيها قريبته من النقل وهو ما دعا المدرسين المنقولين وقسم التنسيق الى التقدم بفاكس لوزارة التعليم والتهديد بالاضراب عن العمل لانتهاج مدير الادارة سياسة الكيل بمكيالين مع المدرسين مع المدرسين وادعى مدير الادارة بان هناك تقرير امنى اوصى بنقل المدرسة منى و نقلها مدير الادارة بالرغم مخالفته للقرار الوزارى رقم 251 لسنة 2005 ورغم ان قرار النقل يتم بموجب لجنة من ادارة التنسيق خاصة وان المدرسة التى عادة اليها المدرسة المنقولة بها زيادة وتم نقل ونقل مدير الادارة خمس مدرسين اقدم من قريبة امين الوطنى ومسئول امنى

الاسعر نار فى قنا

تصاعد ارتفاع اسعار السلع الغذائية بقرى ومدن قنا قنا عيسى الامير تصاعدة حدة موجة ارتفاع الاسعار فى المواد الغذائية بمحافظة قنا فى ظل غياب دور جمعيات حماية المستهلك رغم انخفاض اسعار السلع الغذائية عالميا حيث شهد اسعار بيض المزارع ارتفاعا ملحوظا منذ اول امس وصل الى 50% ارتفع سعر طبلون البيض من 15 جنيه الى 19 جنيه ونصف ليصل سعر البيضة الواحدة لتاجر التجزءة الى 65 قرش ليبيعها بمبلغ 75 قرش على الرغم من انخفاض مواد الاعلاف الى اكثر من 50 % خاصة الذرة الشامية التى تصنع منها الاعلاف بعد ان انخفض سعر الاردب منها الى 200 جنيه بدلا من 350 جنيه قبل شهر بجانب ثبوت اسعار السكر عند 300 قرش للكيلو رغم انخفاضه عالميا كما ارتفعت اسعار الالبان ليصل سعر الكيلو الى 6 جنيهات وقال احمد حسن مسعود عضو محلى المحافظة ان اهالى قنا لم يشعروا بانخفاض الاسعار فى معظم السلع الغذاية التى شهدة انخفاضا ملحوظا التى ترتبت على الازمة المالية العالمية فهل تصدق ان اسعار الزيوت واللحوم والسكر والارز مازالت تتصاعد ويرجع ذلك الى قيام عدد محدود من التجار الكبار باحتكار تلك المنتجات لتجار التجزءة ومن ثم اصبحو يتحكمون فى الاسعار حتى اجتاحت موجة الاسعار كل قرى ومراكز المحافظة دون استثناء مطالبا بضرورة تدخل الجهات المعنية لوقف استغلال المستهلك وقال عبد الحميد على (بقال) ان البقالين الصغار لادخل لهم فى موجة الاسعار التى اجتاحت قرى المحافظة مشيرا الى ان هناك مجموعة من التجار يتحكمون فى استيراد بعض السلع ثم يقومون بتخزينها وبيعها دفعة واحدة بعض تعطيش السوق وقال ضياء العمدة عضو محلى المحافظة ان موجة الاسعار وصلت الى العصار مشيرا الى ان زجاجة العصير ارتفعت الى مابين جنيه ونصف وجنيه وخمسة وسبعون قرشا موكدا ان تجار التجزءة ضحية للمنتجين والمستوردين الذين يحددون الاسعار وفقا لطمعهم وطالب ضياء مباحث التموين والجهات الرقابية بضرورة ضبط المتلاعبين من التجار الكبار مشيرا الى ان تجار التجزءة مجرد كبش فدا للكبار وقال عطية ابو المجد كراع وكيل وزارة تموين قنا ان هناك حملات مستمرة على الاسواق بسبب قيام بعض التجار بعدم الالتزام بخفض الاسعار وانه يتم يوميا تحرير محاضر ضد المخالفين من التجار ويتم عرضهم على النيابة لضبط الاسواق

خسار فادحة لمزارعى وتجار الخضار بقنا بسبب اضراب سائقى النقل

خسائر فادحة لتجار الخضار ومزارعى الطماطم بقنا بسبب اضراب سائقى النقل قنا عيسى الامير شهدت محافظة قنا امس واول امس ازمة حادة فى سياراة النقل الثقيل وعجز الفلاحين عن نقل حاصلاتهم الزراعية للاسواق بسبب اضراب ساقى سياراة النقل الثقيل مما تسبب فى وقوع خسائر بالغة على المزارعين وتجار الخضار فى قرى محافظة قنا وقال محمود الطوبىتركى تاجر خضار انه متعامل مع اسواق العبور واسيوط لتوريد محصول الطماطم من المزارعين يوميا وانه يشترى يوميا ما يقارب من 60 طن لتوريدها لاسواق التجزءة بالمحافظات وانه اتلفت منه حمولتين امس واول امس تقدر قيمتهم بمائة الف جنية نتيجة تلف نحو 50 الاف عداية طماطم زنة الواحدة 30 كجم بسبب عدم وجود وسيلة لنقل المحصول للاسواق نتيجة اضراب سائقى النقل وقال دكتور منصور احمد ابو كامل الاستاذ بكلية الزراعة ان خسار فادحة لحقت بالمنتجات الزراعية بسبب تاخير تسويقها ونقلها لاسواق التجزءة بالمحافظات نتيجة اضراب سائقى النقل مشيرا الى ان هناك احتمال كبير فى ارتفاع اسعار المنتجات الزراعية فى المحافظات المستهلكة نتيجة قلة عرض المنتج الزراعى فى الاسواق المحلية وعدم توفير المنتج الزراعى بالاسواق مما يؤدي الي ارتفاع اسواق البديل التجاري ( الصلصة ) وارتفاع اسعارها واحتكار تجار المنتجات الزراعية مما يعود بالضرر علي المستهلك البسيط وهو المتحمل الوحيد لهذا الاضراب

محلى قنا يكف عن انقطاع مياه الشرب فى قن عن 12 نجعا من 3 شهور

تقرير لمحلى قنا يكشف عن انقطاع مياه الشرب فى 12 نجع بقنا من ثلاث شهور قنا عيسى سدودكشف تقرير صادر عن مجلس محلى قنا عن انقطاع مياه الشرب عن12 نجعا فى محافظ قنا منذ ثلاث شهور رغم تكرار صرخات واستغاثات الاهالى من العطش وندرة مياه الشرب فى تلك النجوع كان محلى محافظة قنا قد تلقى طلب احاطة عاجل من السيد محمد طايع عضو المجلس عن تعرض اكثر من 12 نجعا بقنا للمجاعة نيجة لانقطاع مياه الشرب عنهم فضلا عن تضخم فواتير مياه الشرب رغم انقطاع المياه باستمرار من ثلاثة شهور وطالب بضرورة تشكيل لجنة لتقصى الحقائق وزيارة النجوع المضارة على الطبيعة للوقوف على اسباب انقطاع مياه الشرب عن سكانها البالغين نحو 100 الف نسمة وشكل محلى قنا برئاسة المهندس نبيل الحفنى لجنة من 3 اعضاء بمحلى المحافظة و10 اعضاء من محلى مركز فقط وممثلين عن شركة مياه الشرب وريس مدينة فقط واجتمعت اللجنة فى قاعة الوحدة المحلية لقرية كلاحين فى حضور نحو 150 مواطن من ممثلين عن المضارين كما جاء فى تقرير اللجنة وجاء فى التقرير ان اهالى النجوع المضاره وهم (نجع المولى0نجع الحمرا0نجع المحرنقين0نجع على سالم0نجع الكوم البحرى0والقبلى0نجع نصر الله0ندجع معين0نجع الشيخالغربى0نجع عبد المولىالغربى0نجع حميد حسن) اكدوا جميعا انمياه الشرب غير متوافرة بجانب عدم صلاحيتها وسوء طعمها ببعض المناطق التى تغذى من الابيار الارتوازية كما اكد الاهالى انقطاع مياه الشرب عنهم منذ ثلاثة شهور وانهم اشتكو لجميع المسئولين بلا جدوى واجمع المضارين على ان شركة مياه الشرب تحصل مبالغ كبيرة من المواطنين ثمنا للمياه الوهمية المنقطعة عنهم من ثلاث شهور واوضح اهالى النجوع المضارة الى ان سبب انقطاع مياه الشرب عنهم هو ضعف التيار الكهربائى الذى يصل الى محطات المياه المرشحة نتيجة ضعف الجهد مما تسبب عنه عدم انتظام تشغيل المحطات واوصت اللجنة فى نهاية تقريرها بضرورة قيام شركة المياه وبصفة عاجلة بوضع الحلول لتوفير مياه الشرب الصالحة لقرية وكلاحين والنجوع المضارة وكذلك بعض نجوع قرية العليقات ووقف تحصيل فواتير المياه من المضارين وقال اللواء مجدى ايوب ان طلبان وتوصياتن اللجنة جاءت عاقلة وقابلة للتنفيذ وفاد ضياء العمدة عضو محلى المحافظة انه منذ ان تسلم مرفق المياه الشركة القابضة ساءت احوال الاهالى نتيجة كثرة انقطاع المياه وخاصة فى فصل الصيف مشيرا الى انه عندما كانت المياه تتبع مجلس المدينة كانت افضل بكثير من الان وكان مسولى مجلس المدينة يصلحون الاعطال باستمرار اما الان فالمواطن يموت عطشا حتى تنجده شركة مياه الشرب

الجمعة، 13 فبراير 2009

بلاغ للنائب العام ضد لواء شرطة وريس مدينة اسنا من مواطن

مواطن يتقدم ببلاغ للناب العام ضد لواء شرطة وريئس مدينة اسنا قنا /عيسى الامير قدم نجار ضوى ابراهيم المقيم بشارع البحر فى مدينة اسنا بقنا بلاغ للمستشار الناب العام ضد لوا شرطة وريس الوحدة المحلية لمدينة ومركز اسنا لقيامهم بازالة منزله حتى سطح الارض وسط حراسة امنية مشددة من قوات الامن المركزى ةالتسبب فى اتلاف محتويات منزله بالكامل الاسبوع الماضى بعد صدوزر حكم قضاى من محكمة قنا الادارية برقم 1388 لسنة 2008 دارة منازعات الافراد وقال عم نجار البالغ من العمر 62 عاما فوجئت يوم الاثنين 9 فبراير الجارى بحضور ريس مجلس المدينة زين العابدين على فخرى ولواء شرطة واكثر من وعدد كبير من الضباط والمجندين تصاحبهم سيارات مصفحة ولودر وازالو منزلى بعد ان اخلو زوجتى وابنتى من داخله بالقوة بعد اعتصامهم داخل المنزل احتجاجا على تنفيذ الازالة الذى يستفيد منه جارى قال ان الادارة القانونية بمجلس المدينة ارسلت خطابا لمامور مركز شرطة اسنا فى 12/11/2008 تخطره فيه لتنفيذ الحكم المذكور بواسطة قلم المحضرين الا ان ريس مدينة اسنا قام بهدم منزلى بمساعدة افراد الشرطة الذى اصطحبهم لواء شرطة بقنا ونتج عن ذلك اتلاف سيارة وكافة المنقولات وبعض الاموال والمشغولات الذهبية التى اختفت فور تنفيذ القرار الغاشم رغم اننى لم اخطر بموعد قرار التنفيذ وقال وكيل المدعى انه لابد ان يبلغ الحائزين للعقار الصادر له ازالة بموعد وتاريخ الازالة قبلها بوقت كاف كى يمكن من تدبر امره وان يكون معلقا فى مكان ظاهر تاريخ الازالة وان يتم ابراز القرار عند التنفيذ مشيرا ان قبل ذلك يجب ان يكون الحكم القضاى الصادر بالازالة حكما نهائيا

132 مدرس وموجه باسنا يهددون بالاضرابب عن العمل

132 مدرس وموجه فى قنا يهددون بالاضراب عن العمل احتجاجا على تدخل مدير الادارة فى اختصاصاتهم قنا عيسى الامير هدد نحو 132 مدرسا من المدرسين المعينين صدر لعدد منهم قرار نقل من مدارسهم بادارة اسنا بينهم 129 مدرس فصل وثلاث موجهين بالدخول فى اضراب مفتوح عن العمل بسبب تدخل مدير الادارة التعليمية فى اختصاصات ادارة تنسيق التعليم الابتدائى والاعدادى مجاملة لامين الحزب الوطنى بالمدينة ومسول امنى فى مركز اسنا من اجل نقل مدرسة تدعى منى عيسى قريبة امين الوطنى بدعوى ان هناك تقرير امنى يوصى بنقلها وهو ما اثار حفيظة المدرسين الذين تم نقلهم من مدارسهم بالادارة نتيجة تدخل مدير الادارة فى غير اختصاصاته من اجل المجاملة قال المضارين ان عبد النور عبد الكريم سلمان حامد مدير قسم تنسيق التعليم الابتدائى والاعدادى تمت مجازاته من قبل بسبعة ايام خصم من قبل مديرية قنا فى التحقيق رقم 87 لسنة 2008 لان ادارة المتابعة اتهمته انه لم يراعى الدقة فى تطبيق القرار الوزارى رقم251 لسنة 2005الخاص بتوزيع انصبة الحصص على المدرسين(مدرسى الفصل) وهم من المدرسين الحاصلين على دبلوم معلمين منذ عام 92 حيث جاء فى تقرير ادارة المتابعة انه تبين ان فى مدارس اسنا الابتداية زيادة فى مدرسى الفصل وفور قرار الجزاء قامت ادارة التنسيق باجراء بيان عن العجز والزيادة فى المدرسين وتبين ان هناك عجزا فى عدد 107 مدرس ومدرسة حصلو على اجازات وضع وحضانة بينهم 24 مدرسا للغة الانجليزية وبلغت الزيادة 129 مدرسا بمدارس المدينة الابتداية فاصدر قسم التنسيق قرار بنقل عدد من المدرسين الزيادة للمدارس التى بها نقص بقرى المركز وكان من ضمنهم مدرسة تدعى منى عيسى والتى تم نقلها من مدرسة الشهيد عبد الستار الى مدرسة ابو بكر الصديق لسد العجز بجانب نقل 50 مدرسا لسد العجز الا ان قسم التنسيق والمدرسين المنقولين فوجئو بقيام امين الوطنى بتقديم مذكرة لوكيل وزارة التعليم استثنى فيها قريبته من النقل وهو ما دعا المدرسين المنقولين وقسم التنسيق الى التقدم بفاكس لوزارة التعليم والتهديد بالاضراب عن العمل لانتهاج مدير الادارة سياسة الكيل بمكيالين مع المدرسين مع المدرسين وادعى مدير الادارة بان هناك تقرير امنى اوصى بنقل المدرسة منى و نقلها مدير الادارة بالرغم مخالفته للقرار الوزارى رقم 251 لسنة 2005 ورغم ان قرار النقل يتم بموجب لجنة من ادارة التنسيق خاصة وان المدرسة التى عادة اليها المدرسة المنقولة بها زيادة وتم نقل ونقل مدير الادارة خمس مدرسين اقدم من قريبة امين الوطنى ومسئول امنى

الأربعاء، 11 فبراير 2009

النا هشام القاضى يقدم طلب احاطة حول ازالاات الاقصر

طلب احاطة عاجل فى ( الشعب) حول ازالات منازل الاقصر بالبر الشرقى والغربى قنا/عيسى سدود قال النائب هشام القاضى عضو مجلس الشعب بقوص انه تقدم بطلب احاطة عاجل للدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب حول قرارات الازالات العشوائية التى صدرة لمنازل الاقصر فى البر الشرقى والبرالغربى بدعوى تحو يل المدينة الى متحف مفتوح على حساب ازالة منازل الفقراء وقال عضو الهيئة البرلمانية للكتلة الاخوانية فى مجلس الشعب فى طلب الاحاطة الذى وجهه لريس مجلس الوزراء ووزير التنمية المحلية ان ما يتعرض له شعب ومواطني مدينة الأقصر ونواحيها وجميع نواحي مدينة الأقصر من شرق وغرب من الإزالات التي تتم لبيوتهم , ومنازلهم , ومحلاتهم التجارية , والبازارات , والفنادق السياحية بطريقة عشوائية غير مدروسة و لا تراعي الأبعاد الإنسانية و الاجتماعية و الاقتصادية وهم لا يعارضون التطوير ويتمنون أن تكون مدينة الأقصر متحف مفتوح لكن لا يكون التطوير مقابل تشريد الأهالي و أبنائهم وتعطيل المحلات و الأعمال , و يطالبون بإيجاد بديل لمساكنهم ومحلاتهم . وقال ان المسئولين لم يعلنوا من قبل عن خريطة واضحة المعالم للتطوير وخطه مدروسة للتنمية , كما أن الإزالات تتم بدون إخطار السكان و المواطنين المتضررين بوقت كافي , كما أنهم يرفضون أخذ التعويضات المالية لأنهم يريدون مساكن بديلة عن مساكنهم و إن تم التعويض الحالي فلا يكون مُجدي و كذلك إيجاد أماكن بديلة للفنادق والبازارات السياحية فضلاً عن أن التقدير لسعر الأراضي لا يكون بصوره عادلة فمثلاً سعر المتر 15000 جنيه يُقدر بـــ 1750 جنيه كما يتم هدم مباني الآثار بقرية القرنه والتي تعطى جاذبيه للسياح وما يتم له الآن من إزالة قري الكرنك والتي تحتوى علي أربعة عشرة نجعاً وهم يطالبون بإنشاء مدن وقري جديدة لهم للتسكين ولا يريدون أموال نقدية حتى لا يؤدى ذلك إلى تشريد العائلات والأسر والعمال و أصحاب الفنادق والورش . وطالب الناب هشام القاضى عضو الكتلة الاخوانية بمجلس الشعب التدخل الحكومي لحل هذه المشكلة و إيجاد بدائل للمواطنين قبل الإزالات حتى لا يؤدى ذلك إلي السخط والغضب الشعبي والعصيان المدني لأهالي مدينة نفخر ويفخرون بأنها ثلث آثار العالم , فضلاً عن تمتع جميع مواطني مدينة الأقصر شرق وغرب بحقوق المواطنة الكاملة .

الخميس، 5 فبراير 2009

وعن الراسمالية حدثونى

لا توجد رأسمالية واحدة، بل رأسماليات في صور مختلفة بالنسبة لممارساتها ولإيديولوجياتها. ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية برزت على الساحة الدولية ممارستان أساسيتان للرأسمالية، إحداهما في الولايات المتحدة الأمريكية والأخرى في العديد من الدول الأوروبية الغربية. الرأسمالية الأمريكية نحت دوماً نحو رأسمالية السوق الحر غير المقيًّد وغير المنضبط وغير الحامل لمسؤوليات اجتماعية. بينما الرأسمالية الأوروبية نحت نحو رأسمالية السوق الاجتماعية المنضبطة إلى حدٍّّّّّّّّّّّّّ ما والحاملة لالتزامات نحو مجتمعاتها. وهكذا ولدت في أوروبا دولة الرعاية الاجتماعية التي التزمت تجاه شعوبها بتوفير مستويات معقولة مجانية من التعليم والصحة والإسكان وبتوفير فرص العمل والمساعدات للعاطلين عن العمل وللمهمشين بسبب العجز أو كبر السٍّن. بينما نأت الدولة الأمريكية بنفسها عن تلك الالتزامات وتركت إلى حدٍّّّّّّّّّّّ كبير المسؤوليات الاجتماعية لديناميكية وتذبذبات القطاع الخاص غير المستقرة وغير المنضبطة. ومنذ حكم مارغريت ثاتشر في بريطانيا ورونالد ريجان في أميركا أندفعت رأسمالية السوق الحرُّة بقوة وبدأت تحتلٌّ المكانة الأبرز في العالم بينما تراجعت رأسمالية الالتزامات الاجتماعية الأوروبية كثيراً، بل ويظهر أنها في طريقها للزوال في المستقبل المنظور. لكن الأزمة المالية الحادة الحالية في أمريكا، والتي ولٌّدتها الرأسمالية المنفلتة المتوحٍّشة التي ترفض أية ضوابط من قبل الدولة، والتي أوصلتها الايديولوجية الليبرالية الجديدة إلى أعلى قمم الهمجية وغرائز الطًّّّمع والأنانية، هذه الأزمة عادت وطرحت الأسئلة الكبرى حول النظام الرأسمالي برمًّته. ما يهمنا نحن العرب، وعلى الأخص في دول البترول الغنيَّة، هو أن لا تمرًّ علينا هذه الأزمة الأمريكية، وإلى حدٍّ ما العالمية، ونحن نتفرُّج عليها بعقل كسول لا مبال. ذلك أن التوجهات الاقتصادية عندنا، وخصوصاً أثناء العقد الأخير، نحت بقوة ومفاخرة نحو نسخ التجربة الأمريكية الرأسمالية برمًّتها. وقد رأينا الخطوات الحثيثة نحو تخصيص كل الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية ونحو تخلٍّي الدولة التدريجي عن مسؤولياتها الاجتماعية في التعليم والصحة والسكن والعمل وعن مهماتها في ضبط وتيرة الحياة الاقتصادية من الشِّطط والجنون الذي تصاب به الأسواق بين الحين والآخر. وبمعنى آخر فان دولة البترول العربية التي تبنًّّّت سابقاً أنموذج الدولة الرأسمالية الأوروبية، دولة الرعاية الاجتماعية لشعوبها، تخلًّت عن ذلك التبنٍّي وأحلُّت محلًّه النُّسخ الأعمى للأنموذج الأمريكي، فكراً وممارسة وتخطيطاً لإيصاله بالكامل للتجذُّر في حياة مجتمعاتنا. ومن هنا شاهدنا في دول البترول أزمات البورصات وأزمات العقارات والاستقطاب الأهوج في توزيع الثروة ممَّا زاد الأغنياء غنى وزاد الفقراء فقراً وأضعف الطبقة الوسطى. ومن هنا أيضاً بناء مجمعات ومدن الرفاهية التي لا دخل لها بحاجات السكان وإنما تتوجًّه إلى حاجات الاستثمار للأغراب. ومن هنا أيضاً توجه بعض حكومات تلك الدول لتصبح شركات لا يهمُّها إلاًّ التوسٌّّع وإلاُ الربح وإلاًّ زيادة أعداد الزبائن. أما وأنٌّ الأنموذج الأمريكي يتخبُّط في جحيم جنونه ويضعه العالم على محك التساؤل والشك، فهل ستملك أنظمتنا السياسية الشجاعة لتعيد النظر في كل توجهاتها وممارساتها الاقتصادية والاجتماعية التي سارت عليها مؤخراً وذلك قبل أن تؤدي بها وبمجتمعاتها إلى مشاكل بالغة الخطورة وإلى أوضاع مجتمعية بالغة التفجٌّر؟ لنتذكر جيداً ضعف الدولة الروسية بعد إنهيار الاتحاد السوفييتي الذي كاد أن يؤدٍّي بها إلى الإفلاس، لنتذكُّر الاضطرابات المالية التي فاجأت دول نمور آسيا والتي لم تتخلُّص من آثارها حتى اليوم، لنتذكر الحراك المجتمعي الأوروبي ضدًّ الرأسمالية العولمية الانتهازية بعد أن فقد مواطنوهم أغلب امتيازات دولة الرعاية، لنتذكر تذبذب أسعار البترول وخضوعه لجنون الأسواق ووصوله إلى ست دولارات للبرميل الواحد منذ بضع سنوات. لنتذكر كل ذلك لندرك بأننا لن نكون في منأى عن العواصف وأننا يجب أن نعود إلى علم العلماء وإلى حكمة العقلاء وإلى ضمير الملتزمين ليطرحوا الأسئلة الصعبة قبل أن يقودنا المغامرون والمبهورون والجهلاء من كل أنواع المسؤولين إلى مشارف أودية سقوط الأمم والمجتمعات.

ملصقات للتضامن مع غزة فى اسنا

كتب نصر الأقصرى فوجئ أهالى قرية أصفون المطاعنة بمركز إسنا بمحافظة قنا صباح أمس، الأربعاء، بوجود ما يقرب من ألفين ملصق على المبانى الحكومية والمعاهد الأزهرية بالمدارس، قام بلصقها مجهولون يستنكرون فيها الأحداث المؤسفة التى تحدث فى غزة، كما يستنكرون موقف النظام المصرى مما يحدث هناك وتتهمه بالتخاذل تجاه هذه القضية، وقد تركز وجود هذه الملصقات على المعاهد الأزهرية بأصفون.على الفور أمرت القيادات الأمنية بإنزال مجموعة من أمناء الشرطة ومخبريها السريين، من أجل إزالة هذه الملصقات من على الحوائط، وجمعها من أجل إعدامها كما وسعت القيادات الأمنية من تحرياتها من أجل معرفة الأشخاص الذين قاموا بكتابة وإلصاق هذه الملصقات من خلال توسيع دائرة الاشتباه، كما قامت باستدعاء بعض مديرى هذه المصالح الحكومية والمعاهد الأزهرية من أجل سؤالهم عن هذه الملصقات، أما على الجانب الآخر رفضت غالبية الفنادق السياحية بمدينة الأقصر الاحتفال برأس السنة حزنا على أحداث غزة.

اعتصام 150 سائق فى اسنا بقنا

اعتصام 150 سائق امام الوطنة باسنا احتجاجا على فرض كارتة جديدة لسائقى بين المحافظات اعتصم صباح امس نحو 150 سائقا لسيارات الاجرة الميكروباص بين المحافظات امام مقر الحزب الزطنى فى مدينة اسنا احتجاجا على قيام اللجنة العليا لمواقف قنا بفرض كارتة اضافية على سيارات الميكروباص واجبارهم على تحديد خط سيرهم بين المحافظات وقال عبد الحميد مقلد سائق سيارة اجر ميكروباص بين المحافظات فوجئنا من نقيب السائقين ومدير مواقف اسنا بوصول منشور لهم من مواقف قنا اللجنة العليا للمواقف بفرض كارتة اضافية والزامنا على تحديد خط سيرنا بين المحافظات بمعنى ان اى مرط من مراكز محافظة قنا يلتزم سائقى اجرة بين المحافظات باتباع خط سير معين مثلا من اسنا الى موقف قنا والعكس واجبارنا على عدم التوجه لمحافظات اسوان والغردقة وسوهاج مشيرا الى ان سائقى الاجرة يدفعون مبلغ مائة جنيه كارتة شهريا للتوجة بين المحافظات لكن هناك قرار جديد فرضته اللجنة العليا للمواقف اضر بنا لذلك سوف يلحق بنا خسائر فادحة حال تنفيذه ولم نجد مفرا من اللجوء للمسئولين فتوجه ممثلون عنا واعتصموا امام مقر الحزب الوطنى فى اسنا وقال ضياء الطاهر العمدة امين الحزب الوطنى بمركز ومدينة اسنا وعضو محلى المحافظة ورئيس لجنة القوى العاملة بالمجلس ان قرار اللجنة العليا بتغيير الكارتة قرار باطل لان قرار الكارته الحالى صادر من محلى المحافظة بموافقة الاغلبية المطلقة من اعضاء المجلس فضلا عن موافقة مباحث المرور والجها ت الامنية المعنية مشيرا الى انه اجرى عدة اتصالات تليفونية مع رئيس مباحث امن الدولة ورئيس مباحث المرور بقنا ورئيس مجلس مدينة اسنا وكذلك مدير مكتب محافظ قنا واخبرهم عن تضرر السائقين من قرار اللجنة العليا للمواقف وقال احمد حسن مسعود عضو محلى المحافة ورئيس لجنة الاثار ان قرار اللجنة العليا لمواقف قنا يعد قرارا باطل لانه لم يعرض على محلى المحافظة وقال فور عرض القرار على المجلس سوف اعترض عليه ومعى اكثر من 40 عضوا ينحاون الى الاعتراض على القرار مشيرا الى ان تنفيذ القرار فيه تعسف ملحوظ لصالح سائقى موقف قنا الذين سوف يصلون لموقف اسنا وياخذون الركاب على الجاهز وذلك بعد ان يتم منع سائقين قنا من التحميل للموقف الخاص باسنا الى قنا والزامهم بتحميل الركاب الى اسوان ومن ثم سوف تكون هناك ازمة فى السيارات بعد تخصيص سيارات اسنا الى التوجه لموقف اسوان وقال ان سائقى اسوان يدفعون كارتة شهرية بمبلغ 50 جنيه فى حين ان سائقين قنا يدفعون مبلغ مائة جنيه شهريا كارتة

مواطن يتهم رئيس مباحث اسنا بالتقاعس عن عمله لصالح عضو الشورى فى اسنا

مواطن يهدد بالاعتصام امام مكتب المحامى العام و ويقدم بلاغ للنائب العام يتهم رئيس مباحث اسنا بالتواطو لصالح ثلاث متهمين فى قضية سرقة مجاملة لنائب الشورى باسنا قنا عيسى الامير قدم ياسين الامير محمد 30 سنة تاجر خضروات بلاغ للنائب العام يتهم فيه رئيس مباحث اسنا ومخبر منطقة المطاعنة بالتقاعس فى اداء عملهم والتؤاطو مع ثلاث مواطنين اتهمهم بسرقة عدد 200 عداية طماطم وقال ياسين فى بلاغه الذى ارسله امس الاول للنائب العام انه حرر المحضر رقم 11538 جنح فى 29/12/2008 ضد ثلاث مواطنين اتهمهم فيه بسرقة عدد 200 عداية طماطم وذكر فى المحضر شهود عيان وانه تم استدعاء المتهمين الثلاثة وطلبت النيابة العامة من مباحث اسنا بجمع التحريات اللازمة عن الواقعة وظروفها وملابساتها الا ان رئيس المباحث ومخبر المنطقة حروا التحريات من داخل المباحث دون سؤال تجار المنطقة او الاهالى المجاورين للمحل التجارى الذى استاجره وسرقة منه المسروقات خاصة بعد قيام المتهمين الثلاثة بالاتصال بتقادم عامر النةبى عضو مجلس الشورى الذى توسط لهم لدى رئيس المباحث وافرج عنهم واضطرت النيابة لاطلاق صراح المتهمين رغم ان هناك شهود عيان على ارتكابهم واقعة السرقو كما اننى حصلت على رقم السيارة التى حملو فيها عدايات الطماطم لكن رئيس المباحث جامل عضو الشورى وحرر فى تحرياته انه لم يتوصل فقررت النيابة بناء على محضر الاستدلالات اطلاق سراح المتهمين من ديوان المركز وحفظ القضية بسبب عدم الاستدلال بناء على تحريات المباحث التى جاملت عضو الشورى الذى يوجد خلاف سياسى بينه وبين اسرتى وقال ان النيابة لم تحقق فى الواقعة واعتمدة على محضر الاستدلالات فى قرارها وسوف اعتصم اما مكتب المحامى العام لنيابات جنوب قنا حال عدم اعادة التحقيق واعادة حقوقى المسلوبة مشيرا الى انه كان سوف يتشاجر مع الجناه لولا تدخل احد الاهالى الذى نصحه باللجوء الى الشرطة التى اهدرت حقه مجاملة لنائب الحزب الوطنى

العثور على وثيقة صلح فى قضية ثار عمرها 255 عاما

العثور علي وثيقة صلح في قضية ثأر عمرها ٢٥٥ عاماً العثور علي وثيقة صلح في قضية ثأر عمرها ٢٥٥ عاماًكتب يوسف العومي ٥/٣/٢٠٠٧ في بيت قديم في قرية «أصفون المطاعنة» مركز إسنا، اكتشف عمر أحمد محمود أحمد عمر تركي، ناظر مدرسة بالمعاش، بعض الأوراق الخاصة بجده الخامس عمر تركي، الذي مات منذ ٢٥٠ عاما، وكان من بين الأوراق محضر صلح في قضية ثأر بين عائلتين في مركز إسنا، وقع عام ١١٧٣ هجرية، أي منذ ٢٥٥ عاما.ووجد غالبية أحفاد الشيخ عمر تركي، أحد المتممين للصلح صعوبة في قراءة المحضر الذي كتب بالخط التركي إضافة إلي طريقة الكتابة. وتقول الوثيقة: إن من بين الشهود علي الصلح «حزين» وهو الجد الرابع لمحافظ قنا الأسبق عبدالمنصف عباس حزين، وتخلو الوثيقة من وظيفة العمدة، إضافة إلي الشيخ صاحب الورقة.وتذكر الوثيقة أن «الدية» التي تم دفعها لإتمام الصلح كانت ٤ آلاف «نصف فضة» وهي العملة التي كانت متداولة حينذاك.الصلح وقع بحضور أولاد المرحوم محمد عضيمي، و٩ من مشايخ عربان المطاعنة: «تضم ٧ قري في مركز إسنا» و٥ من أهالي النمسة، والشيخ همام بن يوسف حاكم الصعيد الأسبق، و٥ أشخاص يطلق عليهم «الحكام» و٤ شهود كتب قبل اسم كل منهم كلمة

الاثنين، 2 فبراير 2009

قرية توماس بقنا لم تدخلها مياه النيل من 45 سنة

يعيش نحو 25الف مواطن فى قرية توما3 فى جحيم مستمر بسبب حرمانهم من مياه النيل طوال 45 سنة وكانهم يعيشون فى جزيرة معزولة وقال الاهالى ان قريتهم توماس 3 اقامتها الدولة سنة 1964 ووطنت فيها النوبيين الذين تم تهجيرهم من من بعد انشاء السد العالى سنة1964 ورغم مرور نحو 45 عاما على اقامة هؤلاء بالقرية الا ان مازالو يتجاهلون سكان القرية ومازالو يتناولون مياه الابار الارتوازية رغم ان نهر النيل يبعد عنهم نحو 5 كيلو مترات قال رمضان يونس احد المضارين لم يترك الاهالى البسطاء بابا الا وطرقوه وكان المسئولين تحجرة قلوبهم وقال اننى واسرتى نتناول مياه شرب من الابار منذ اقامتنا فى تلك القرية المنكوبة وحتى الان وهى مياه فى كل مرة نجد له طعم مختلف عن المرة السابقة بخلاف اختلاطها بالشوائب الغريبة والديدان الغريبة اما عم قناوى حسين موسى 60 سنة قال تعودنا على تناول تلك المياه المالحة بجانب قيامنا باستئجار عربة اجرة وتحميلها بمياه شرب نقية من القرى المجاورة وتخزينها وقال محمد الصادق ان محافظ قنا قال فى القناة الثامنة منذ اسبوعين انه امرمسئولى الصحة بتحليل عينات من مياه الشرب كل 15 يوم فى قرى المحافظة التى تشرب مياه من الابار مثل قريتنا وقال انه حال ظهور نتيجة تحليل ايجابية للبكتريا او للشوائب انه يامر فورا بغلق البير الذى يشرب منه اهالى القرية وللاسف هذا الكلام لم نلمسه

رواية عزازي-للدكتور يوسف زيدان

عَـزَازيــل(روايـة)إهـداءٌ خاصٌ جداً :إلى آية ..تلك يا ابنتى ، آيتى ، التى لم تُجعل للعالمين !لِكُلِّ امرئٍ شَيْطَانُهُ ، حَتَّى أَنَا ، غَيْرَ أَنَّ الله أَعَانَنى عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ ..(حديثٌ شريف ، رواه الإمام البخارى بلفظٍ قريب)مُقدمة المترجمِيضمُّ هذا الكتابُ الذى أَوْصيتُ أن يُنشر بعد وفاتى، ترجمةً أمينةً قَدْرَ المستطاع لمجموعة اللفائف (الرقوق) التى اكتُشفتْ قبل عشر سنوات بالخرائب الأثرية الحافلة ، الواقعة إلى جهة الشمال الغربى من مدينة حلب السورية، وهى الخرائب الممتدة لثلاثة كيلومترات ، على مقربةٍ من حوافِّ الطريق القديم الواصل بين مدينتىْ حلب و أنطاكية العتيقتين اللتين بدأتا تاريخهما قبل التاريخ المعروف. وهو الطريق المرصوف، الذى يُعتقد أنه المرحلة الأخيرة من طريق الحرير الشهير، الذى كان فى الأزمنة السحيقة يبدأ من أقاصى آسيا، وينتهى مُنهَكاً عند ساحل البحر المتوسط. وقد وصلتنا هذه الرقوق بما عليها من كتابات سُريانية قديمة (آرامية) فى حالةٍ جيدةٍ، نادراً ما نجد مثيلاً لها، مع أنها كُتبت فى النصف الأول من القرن الخامس الميلادى، وتحديداً : قبل خمسٍ وخمسين وخمسمائة وألف ، من سنين هذا الزمان .وكان المأسوفُ عليه ، الأبُ الجليلُ وليم كازارى الذى أشرف بنفسه على التنقيبات الأثرية هناك، وهناك لقى مصيره المفجع المفاجئ (منتصف شهر مايو سنة 1997 الميلادية) يرجِّح أن السِّرَّ فى سلامة هذه اللفائف، هو جودة الجلود (الرقوق) التى كُتبت عليها الكلماتُ، بحبرٍ فاحمٍ من أجود الأحبار التى استُعملت فى ذاك الزمان البعيد . علاوةً على حِفْظها فى ذلك الصندوق الخشبى، محكم الإغلاق، الذى أودع فيه الراهبُ المصرىُّ الأصل هيبا مادوَّنه من سيرةٍ عجيبة وتأريخٍ غير مقصود لوقائع حياته القَلِقة ، وتقلُّبات زمانه المضطرب .وكان الأبُ كازارى يظن أن الصندوق الخشبى المحلَّى بالزخارف النحاسية الدقيقة، لم يُفتح قطُّ طيلة القرون الماضية . وهو ما يدلُّ على أنه، عفا الله عنه، لم يتفحَّص محتويات الصندوق بشكل جيد. أو لعله خشى أن يفرد اللفائف قبل معالجتها كيميائياً ، فتتقصَّف بين يديه . ومن ثَمَّ ، فهو لم يلحظ الحواشى والتعليقات المكتوبة على أطراف الرقوق، باللغة العربية بقلمٍ نسخىٍّ دقيق ، فى حدود القرن الخامس الهجرى تقديراً. كتبها فيما يبدو لى، راهبٌ عربى من أتباع الكنيسة الكلدانية (الأشورية) التى اتخذت النسطورية مذهباً لها، ولا يزال أتباعها يُعرفون إلى اليوم بالنساطرة! ولم يشأ هذا الراهب المجهول أن يصرِّح باسمه. وقد أوردتُ فى هوامش ترجمتى، بعضاً من حواشيه وتعليقاته الخطيرة، ولم أورد بعضها الآخر لخطورته البالغة .. وكان آخر ما كتبه هذا الراهب المجهول، على ظهر الرَّقِّ الأخير : سوف أُعيد دفن هذا الكنـز ، فإن أوان ظهوره لم يأت بَعْدُ !وقد أمضيتُ سبع سنين فى نقل هذا النصِّ من اللغة السريانية إلى العربية. غير أننى ندمتُ على قيامى بترجمة رواية الراهب هيبا هذه، وأشفقتُ من نشرها فى حياتى. خاصةً وقد حَطَّ بى عمرى فى أرض الوهن، وآل زمانى إلى خَطِّ الزوال .. والرواية فى جملتها تقع فى ثلاثين رَقَّاً، مكتوبة على الوجهين بقلمٍ سريانىٍّ سميك، بحسب التقليد القديم للكتابة السريانية الذى يسميه المتخصصون الخط الأسطرنجيلـى ؛ لأن الأناجيل القديمة كانت تُكتب به . وقد اجتهدتُ فى التعرُّف إلى أية معلومات عن المؤلِّف الأصلى، الراهب هيبا المصرى، إضافةً لما رواه هو عن نفسه فى روايته ، فلم أجد له أىَّ خبرٍ فى المصادر التاريخية القديمة. ومن ثم ، فقد خَلَت المراجع الحديثة من أىِّ ذكرٍ له . فكأنه لم يوجد أصلاً، أو هو موجودٌ فقط فى هذه (السيرة) التى بين أيدينا. مع أننى تأكَّدتُ بعد بحوثٍ مطوَّلة من صحةِ كُلِّ الشخصيات الكنسية، ودِقَّةِ كل الوقائع التاريخية التى أوردها فى مخطوطته البديعة هذه، التى كتبها بخطِّه الأنيق المنمَّق من دون إسرافٍ فى زخرفة الكلمات ، وهو ما تُغرى به الكتابة السريانية القديمة (الأسطرنجيلية) الزخرفية بطبعها.وقد مكَّننى وضوحُ الخطِّ فى معظم المواضع من قراءة النص بيسر، وبالتالى ترجمته إلى العربية دون قلقٍ من قلق الأصل واضطرابه، مثلما هو الحال فى معظم الكتابات التى وصلتنا من هذه الفترة المبكرة .. ولا يفوتنى هنا أن أشكرَ العلاَّمة الجليل، كبير الرهبان بدير السريان بقبرص، لما أبداه من ملاحظاتٍ مهمة على ترجمتى، وتصويبات لبعض التعبيرات الكنسية القديمة التى لم تكن لى أُلفة بها .ولستُ واثقاً من أن ترجمتى هذه إلى العربية، قد نجحتْ فى مماثلة لغة النص السريانى بهاءً ورونقاً . فبالإضافة إلى أن السريانية كانت تمتاز منذ هذا الوقت المبكر بوفرة آدابها وتطور أساليب الكتابة بها، فإن لغة الراهب هيبا وتعبيراته، تعدُّ آيةً من آياتِ البيان والبلاغة . ولطالما أمضيتُ الليالى الطوال فى تأمُّل تعبيراته الرهيفة ، البليغة، والصور الإبداعية التى تتوالى فى عباراته، مـؤكِّدةً شاعريته وحساسيته اللغوية، وإحاطته بأسرار اللغة السريانية التى كتب بها .وقد جعلتُ فصول هذه (الرواية) على عدد الرقوق التى هى متفاوتةُ الحجم؛ بطبيعة الحال . وقد أعطيتُ للرقوق عناوين من عندى، تسهيلاً لقارئ هذه الترجمة التى يُنشر فيها هذا النص النادر لأول مرة. وتسهيلاً للقارئ أيضاً، استعملتُ فى ترجمتى الأسماء المعاصرة للمدن التى ذكرها الراهب هيبا فى روايته . فإذا ذكر مدينة بانوبوليس الواقعة بقلب صعيد مصر، ترجمتها عن اسمها اليونانى هذا ، إلى الاسم المعروفة به اليوم: أخميـم. وبلدة جرمانيقي الشامية، جعلتها باسمها المعاصر: مرعش! وصحراء الأسقيط جعلتها باسمها المشهور اليوم: وادى النطرون.. وهكذا فى بقية المدن والمواضع التى وردت فى النص الأصلى، اللهم إلا تلك المواضع التى صار لاسمها القديم دلالةٌ قد يضيِّعها اسمها المعاصر، مثل نيقية الواقعة اليوم فى حدود تركيا ؛ فمع أنها صارت تعرف باسم أزنيق، إلا أننى فضَّلت أن أذكرها باسمها القديم، لما له من أهمية خاصة فى تاريخ المجامع الكنسية؛ إذ انعقد فى هذه المدينة سنة 325 ميلادية، المجمع العالمى (المسكونى) لرؤساء الكنائس، الذى تمَّ فيه الحكم على القَسّ المصرى آريوس بالحرم والطرد والنفى، باعتباره مُهَرْطِقاً وكافراً بالأُرثوذكسية (الإيمان القويم) .. أما ما لم يشتهر من المواضع الواردة فى الرواية، فقد أوردت اسميه القديم والجديد معاً ، منعاً للالتباس.وقد وضعتُ بعد الشهور والسنوات القبطية التى ذكرها المؤلِّف؛ ما يقابلها من الشهور والسنوات الميلادية المعروفة اليوم. وأوردتُ، فى مراتٍ قليلة، بعض الملاحظات والإشارات الضرورية الموجزة، وبعض التعليقات (العربية) التى وجدتها فى الحواشى . ثم ألحقتُ بالرواية بعض الصور المرتبطة بأحداثها .المترجـمالإسكندرية فى 4 إبريل 2004الرَّقُّ الثالثُعَاصِمَةُ المِلْحِ والقَسْوَةِأتذكَّر جيداً أننى فى شبابى الذى وَلَّى ولن يعود، خرجتُ من أخميم قاصداً الإسكندرية تحدونى الآمالُ الكبار. كان الأوان ظُهراً، منتصف النهار تماماً، فقد كانوا فى الكنيسة يستعدون لصلاة الساعة السادسة، التى تؤدى عند تمام الظهر . اتجهتُ من غير ظِلٍّ إلى ضفة النيل الشرقية ، حيث الموضع الذى ترسو فيه القوارب النهرية والمراكب الشراعية. المسافةُ كانت قريبة ، غير أن المرسى كان خالياً والشمس محتدَّة.. ساعة العصر، اشتدت شمسُ شهر أبيب (تموز، يوليه) التى لاتعرف الرحمة . كان القدماء فى أزمنة مجدهم، يعتقدون أن الشمس مجلى لسطوة الإله رع الذى هو كبير آلهتهم .. آلهتهم التى اندثرت ، ومات ذِكْرُها وذاكرُوها.عند المرسى آويتُ إلى ظل شجرة وحيدةٍ، نحيلة مثلى، تتمايل أوراقُ أغصانها على حافة ترعةٍ هزيلةٍ، تأخذ مياهها من النيل حين يعلو بفيضانه أيام الصيف. أخرجتُ من مخلاتى الأيقونة الصغيرة التى لاتفارقنى. هى صورة مريم العذراء، الطاهرة. رُحتُ أُريح عينىَّ على صفحة وجهها الهادئة ملامحه . أما كان للرب أن يهبنى أُماً نقيةً، كالعذراء؟ .. كدتُ أذهب فى سكرةِ نوم ، لولا أن انتبهتُ لمجيئ شابٍ فى حدود العشرين، يتبعه قردٌ. كلاهما جاء يتقافز فى مشيته، وكأن روحاً واحدة توزَّعت بينهما. نظر الشابُّ نحوى مبتسماً قبل أن يبدأ ماجاء من أجله، أعنى ارتقاء النخلة العالية القريبة التى كانت تنوء ببلحٍ جفَّ فى موضعه، ولم يجمعه أحدٌ خلال شهور الشتاء، فتساقط بعضه، وبقى البعض فى موضعه .- هذا البلحُ ملئٌ بالسُّكَّرِ والرائحةِ الطيبة .حدَّثنى الشاب بذلك ، وكأنه يعرفنى جيداً . أو لعله أراد أن يعرِّفنى بما جاء من أجله، كأنه يستأذننى فى الصعود للنخلة التى لا أملكها .. أم تراه كان يطلب البركة منى، لحسن ظنه بى أو برداء الرهبان الذى أرتديه. أشار عالياً نحو رأس النخلة، بطول ذراعه ، فسبقه القردُ. كلاهما صعد النخلة بلا مجهود كبير، وكأنه يمشى على الأرض. القردُ وصل أولاً، وراح يتقافز فرحاً بين السعف والعراجين اليابسة. راقب الفتى قرده لوهلةٍ، بحذر، حتى إذا ما اطمأن إلى خلو رأس النخلة من الأفاعى والعقارب، تابع ارتقاءه إلى قلب النخلة العالى، وراح يهز أذرعتها المتهدِّلة. بعد دقائق من المطر البلحى، نزلا بأسرع مما صعدا. التقط الشابُّ من البلح الذى لم يفسده الدود، حفناتٍ فى حِجر جلبابه حائلِ اللون، وجاء فألقاها فى حجرى من دون أن يقول شيئاً. كانت ابتسامة الفتى غريبة! لم يصبر حتى يسمع منى كلمة شكر، أو دعاءً بالبركة. أعطانى البلح، وأخذ قرده فوق كتفه، وغاب عنى متوغِّلاً بين الزروع .. ظننت يومها أن الله أرسل هذا الشاب، كبشارة ؟ أو أنه كان واحداً من ملائكة السماء الذين يملأون الأرض ، ويسعون بين الناس من غير أن يعرفهم أحد .. ولم أسأل نفسى: كيف يصحبُ الملاكُ قرداً !بعد العصر، رسا قاربٌ كان فى طريقه إلى بلدة كبيرة اسمها ليكوبوليس (أسيوط) تمتد بيوتها على خَدِّ النيل . هى على مسيرة يومين إلى جهة الشمال من أخميم . كان أهلُ القارب فى عجلةٍ من أمرهم، وقد بادرونى بالسؤال إن كنتُ أودُّ الركوب معهم، فرأيتها إشارةً من الله تدعونى لزيارة الموضع المقدس بأسيوط، أعنى ذلك المزار الذى فى حضن الجبل المسمى قُسقام حيث أقامت السيدةُ العذراء بطفلها يسوع المسيح، أيام جاءت به إلى مصر هاربة من بطش الرومان. أصحاب القارب أبحروا سريعاً، وكان أمرُ الريح مواتياً، وشراع المركب ، فوصلتُ أسيوط ظهيرة اليوم التالى .المدينة كبيرةٌ جداً. أهلها مسيحيون فى معظمهم، وبعضهم وثنيون. لكنهم على الجملة ناسٌ طيبون، ومساكنهم رحبةٌ ومتجاورة. يومها ظننتها أكبر مدن الدنيا ! لم أكن قد دخلت الإسكندرية، ولا أورشليم، ولا أنطاكية .. من أسيوط اتجهت غرباً ، إلى حيث الجبل الموحش الذى احتضن، يوماً ما ، العائلة المقدسة. لم أجد هناك الكثير، لكنى لم أندم على زيارة المكان .ارتقيتُ إلى حضن الجبل ، فوجدتُ كنيسة فقيرة، حولها بعض المبانى المتهالكة التى شككتُ فى أنها تعود لزمن السيدة العذراء. بعض الرهبان المتوحِّدين كانوا يعيشون فى ذاك الموضع القفر الذى لم أشعر فيه بروحانيةٍ، حسبما كنتُ قبلها أودُّ وأتوقَّع . شعرتُ هناك بالوحشة. بعدما قضيتُ يومين هناك، عدتُ إلى أسيوط مع جماعة من زوَّار المكان، كانوا فى حدود العشرة. فى منتصف طريق عودتنا، اقترب منى رجلٌ متأنقٌ فى ملبسه، عليه رغم حَرِّ النهار عباءةٌ سوداء من الصوف الرقيق الناعم، حوافُّها محلاةٌ بخيوط من الحرير الأسود اللامع . استغربتُ هيئته ونظرته الماكرة، كان لايعلِّق فى عنقه الطويل صليباً. لما التقت أعيننا ابتسم، فازدادتْ هيئتُه مكراً، ولمعتْ عيناه ذكاءً . أخذنى وَجَلٌ منه، فأبطأت خطاى .. أبطأ خطوه حتى اقترب منى ، وتهيَّأ للكلام . نظرتُ نحوه رغماً عنى، كان وجهه مليئاً ببقع البهاق البيضاء ، التى زادتها سمرته وضوحاً. باليونانية التى قلما يستعملها الناسُ فى تلك البلاد، قال لى من غير تمهيدٍ، ما معناه: كيف جاءت العذراءُ إلى هنا هاربةً بوليدها، بعد سنوات من وفاة الحاكم الذى تزعمون أنه كان يقتل أطفال اليهود ؟ ولماذا عادت به إلى البلاد القاحلة الصفراء ، بعدما جاءت إلى وادى مصر الأخضر ؟.. قال ذلك بهدوءٍ ماكر، ثم انحرف عن طريق الجماعة العائدة إلى أسيوط، فاتخذ سبيلاً إلى جهة الشمال الشرقى ، وتوغل بين الحقول وأجمَّة الغاب المتناثرة، حتى غاب عن ناظرىَّ .. لماذا أحكى كل هذه التفاصيل !بعدما قضيتُ بضعة أسابيع بين أديرتها وكنائسها ، حائراً ، خرجتُ من أسيوط إلى الإسكندرية فى مركب نهرى يملكه تجارٌ فقراء أصلهم من عين شمس (هليوبوليس) .. كانوا قوماً طيبين، لولا أنهم لايكفُّون عن احتساء الخمر القوى، ولا يهدأون عند سُكرهم عن الغناء الهزلى الصاخب. كنتُ يوم ركبتُ قاربهم، أرتدى زِىِّ الرهبان المصريين، الذى صار اليوم ملزماً لكل الرهبان. توقيراً لردائى رَفَضَ أهلُ القارب، بعد أن وافقوا على سفرى معهم، أن يأخذوا منى أجراً .. قال أحدهم، وكان بالطبع مسيحياً : يكفينايا يا أبانا أن تحلَّ بقاربنا بركاتك ! كانت المرة الأولى التى يدعونى فيها أحدهم بالأب .خلال أيام الرحلة، كان أغلبُ أكلهم الجبنَ والبصلَ والسمكَ المملَّح الذى لم آكله أبداً، عملاً بنصيحة عَمِّى الذى ربَّانى بعد مصرع والدى . نذرتُ خلال الرحلة النهرية صوماً ، فلم أتناول طيلة أيام الرحلة الثمانية، إلا البلح الجاف والماء ورحيق صلواتى .. يوم وصلنا إلى أقصى نقطة كانوا يقصدونها فى شمال النيل، سألنى صاحب المركب عن وجهتى التالية، فلما أخبرته نصحنى: لا تدخل الإسكندرية فى زِىِّ الرهبان، فأنت لاتعرف فى هذا البلد الهائج، مَنْ سيلقاك أولاً ! وأهدانى ثوباً من أثوابه.أدركتُ فى لحظة إشراقٍ أنه ينطق بالحقِّ، وأن الآب الذى فى السماء، أراد أن يوصل لى رسالةً على لسان هذا الرجل. بقلبٍ مُفعمٍ بالمحبة والامتنان دعوتُ لهم بالخير والبركة، ثم أخذت سبيلى نحو الشمال الغربى، بين حقول خضراء تمتد إلى نهاية النظر.. هالنى انبساط الأرض، واتساع الرؤية . لاجبال فى دلتا النيل لتوقف نظرة المتلفِّتِ، وإنما أرضٌ منبسطة، وزروعٌ كثيرة متصلة، وأناسٌ طيبون تخرج نساؤهم معهم إلى الحقول. بالقرب من بلدةٍ اسمها تيمن حور (دمنهور) وجدت جماعة من الفلاحين يقصدون الإسكندرية على حميرهم، فصحبتهم وقد ارتديت ثوباً مما نلبسه فى جنوب الوادى، حيث الملابس أكثر اتساعاً عند الأكمام وعند فتحة الصدر. وطويت بعنايةٍ، زِىَّ الرهبان وغطاء الرأس الذى يميزِّنا. ووضعتهما أسفل مخلاتى، تحت الكتب، وبينهما الصليبُ الخشبى العتيق .الجماعةُ القاصدة إلى الإسكندرية، كانوا عشرة رجال وسبعة بغال وثلاثة خراف وامرأتين، إحداهما عجوزٌ. وكان دليلهم متفاصحاً لا يكفُّ عن الكلام الغامز، وكانت إشاراته لاتخلو من فُحش الوثنيين. سألنى همساً عن سبب ذهابى للإسكندرية، وضحك لما قلت له ذاهبٌ لطلب العلم :- فى الإسكندرية ماهو أحلى من العلم !لم أكن قد استفسرتُ منه، لكنه تطوَّع بالشرح .. همس وقد اقترب من أذنى ، حتى شممتُ من فِيه رائحةَ البصل الكريهة :- الإسكندريةُ مدينةُ العاهرات والذهب! هل تنوى الإقامة هناك أيها الجنوبىُّ ؟- حسبما يشاء الرَّبُّ .- أىُّ رَبٍّ فيهم يا ابن العم ؟ فى الإسكندرية أربابٌ كثيرة! المهم أن يكون لك قريبٌ هناك ، وإلا ستعانى الكثير .- حسبما يشاء الرب الذى مجده فى السماوات .- آه ، أنت مسيحىٌّ. أنت إذن تملك نصف المدينة ، هنيئاً لكم يا أبناء الإله المعذَّب، المصلوب، هأ هأ ها .. لكم نصف العالم، ولاشئ لى أنا الفلاح الفصيح، بعدما شاخت آلهتى القديمة .. دنيا عجيبة !اشتدَّتْ حرارةُ الظهيرة. سرنا ساعاتٍ متطاولة، لم يكف خلالها الدليلُ المتفاصح، السمج، عن الكلام .. سألتُ رجلاً فى وجهه طيبةٌ، فقال لى بالقبطية البحيرية ما معناه: لم يبق على وصولنا للإسكندرية إلا مسيرة ساعتين. كلما اقتربنا كان اللونُ الأخضر يتناقص، وتتباعد الحقولُ عن اتصالها مفسحةً ما بينها للحجارة والرمال. كان ازديادُ اللون الأصفر من حولنا، مزعجاً لى .. الأصفر لونُ الموت، ولونُ الجدب، ولون معابد الآلهة المندثرة. لم أكن قبلها قد رأيتُ انبساط هذه الصفرة الكالحة على الأرض، إلى آخر امتداد الأفق. هاج انزعاجى مع زعيق الدليل، الفلاح الفصيح ، وهو يصيح فينا مستعجلاً الوصول :- إذا بلغنا الأبواب بعد الغروب ، فلا تلوموا إلا أنفسكم !حاولت تهدئته بلطفٍ من دون جدوى، أفهمته أن العجوز التى معهم مريضةٌ، ويشقُّ عليها شقَّ الطريق بأسرع مما نفعل ، فلم يقتنع . كانت الأرضُ المزروعة قد تبدَّدت من حولنا تماماً ، وتسيَّد اللونُ الأصفر .. لونُ الخريف والخطية. لما مالت الشمسُ نحو مغيبها، بدت لنا من بعيد كتلةٌ خضراء ، ظننتها أولاً مدينة الإسكندرية، وبُحتُ بظَنِّى. الدليلُ المتفاصح سخر منى، وهو يصيح فىَّ متهكِّماً: الإسكندرية خضراء .. هه، لايستطيع لونٌ واحد أن يغلب على مدينة الألوان كلها.عرفتُ بعد ساعةِ سيرٍ ، أن الكتلة الخضراء هى مستنقعاتٌ وأحراشٌ تحفُّ المدينة من جهة الجنوب، حيث البحيراتُ الضحلة اللصيقة بها والترعةُ الآتية إليها من فرع النيل الكانوبى. وعرفتُ أن علينا الدوران لمسافة طويلة ، لندخل المدينة من الناحية الغربية ، من بوابةٍ لها يسمونها باب القمر! وهكذا عاد اللونُ الأصفر ليطغى على الأرض ثانيةً، بعدما اكتسى مع مغيب الشمس حمرةً خفيفةً .. بعد ساعةِ سيرٍ، بدت لنا الإسكندرية من بعيد كالحلم . قال لنا الفلاح الفصيح باستخفاف ، وهو يلكز بطن حماره بكعبيه، وينطلق : سألحق الأبواب قبل الغروب ، فإنى أبيتُ داخل المدينة !كان كاهن الكنيسة الكبيرة فى أخميم قد حكى لى أن الإسكندرية من يوم إنشائها ولزمنٍ طويلٍ تالٍ، لم تكن تسمح بمبيت أمثالنا نحن المصريين داخلها . ثم تغيَّر الأمر مع مرور الأيام، فصارت المدينة بعد انتشار ديانتنا مفتوحةً للجميع. مازلت أذكرُ هيئة الكاهن وهَزَّة رأسه وهو يضيف يومها، بالقبطية الصعيدية، ما معناه : سيأتى اليوم الذى لن نسمح فيه للوثنيين، ولا لليهود، بالمبيت. لا فى الإسكندرية، ولا فى المدن الكبيرة كلها .. غداً سوف يسكنون جميعاً خارج كل الأسوار، وتكون المدن كلها لشعب الرب !وكنتُ أعرف أيضاً، أن خارج أسوار الإسكندرية مساكين يسكنون بيوتاً فقيرة منذ عشرات السنين. لكننى لما وصلتُ هناك، أدهشتنى كثرةُ الخيام التى تحتضنُ أحفادَ المطرودين كل ليلة، ووفرةُ البيوت الحقيرة التى بناها الفلاحون المصريون غربىَّ سور المدينة.. لما وصلنا عندهم تفرَّقت الجماعةُ من حولى، من دون أن يقول أحدٌ لأحدٍ شيئاً. ووجدتُ نفسى تائهاً بين مئات المساكين من خراف الرب، المصطخبين حول قُدورٍ تغلى طعام العشاء. بين مَقَارهم الفقيرة، أطفالٌ تتصايح لرؤية الآباء المكدودين العائدين من يوم عملٍ شاق؛ وبين الجموع يجوس حراسٌ متأفِّفون، ورهبانٌ تتدلى لحاهمُ الشعثة على نحوٍ لافت، ولايبتسمون لأحد .صاحبُ الخيمة الكبيرة القائمة على أعمدة من طوبٍ ردئ، زعق فىَّ طالباً أجرة المبيت، فأسرعتُ بدفع المطلوب. المبيتُ عند سور الإسكندرية مكلِّفٌ للغرباء ! فى بلادنا لا أحدَ يأخذُ أجراً، إذا استضاف أحداً. لو أننى بقيتُ فى زىَّ الرهبان، كنتُ سأبيتُ فى الكنيسة النظيفة التى مررتُ بها قبلها بقليل، ووصلنى من داخلها صوتُ خطيبٍ يزعق باليونانية .. ولم أفكِّر بالطبع، ساعتها، فى تبديل ثيابى . كان ذلك سوف يثير الريبة ، وقد يجلب علىَّ المشكلات . قلتُ فى نفسى: لابأس، سأدخل المدينة فى صورتى الأصلية، إنسانٌ تعيسٌ من جنوب الوادى، كان أبوه يصطاد أسماك النيل، ويتجنَّب التماسيح وأفراس النهر . أنا من هؤلاء الذين يملأون المكان من حولى . ولن يحمينى إلا أن أندسَّ بين خراف الرَّبِّ و ألوذ بهم.انزويتُ بطرف الخيمة الرحيبة، منهكاً. تحسَّست فى جوف مخلاتى، الرسالة التى بعثها معى القَسّ الأخميمى، الذى رسمنى راهباً، إلى صديقه القَسّ يؤانَّس الليـبى المقيم بالكنيسة الكبيرة المسماة كنيسة القمحة، يقال لها أيضاً: المرقسية، تيمناً بمرقس الرسول صاحب الإنجيل، الذى بشَّر بالمدينة وقتله حُكَّامها .. لما لمستُ رسالة التوصية بأطراف أصابعى، اطمأنتْ نفسى قليلاً .نويتُ أن أقضى أياماً متجوِّلاً فى المدينة قبل ذهابى للكنيسة، لأرى أولاً كل ما أودُّ أن أراه. ثم أسلِّمهم نفسى، أرى ما يودُّون هم أن أرى. ظننتُ أننى سوف أتعلَّم الكثير فى الإسكندرية، كما أكَّد لى كثيرون، فطمأننى ظنِّى .. تحسَّستُ قلب مخلاتى، حتى أخرجتُ حفنةً من البلح الجاف، ورحتُ أمضغ برفق مستشعراً نعمة الرَّبِّ الذى مَنَّ علينا بإحساس الشبع من بعد جوع .ابتسم لى رجل كان يجاورنى ، هيئته رَثَّةٌ وفى عينيه طيبةٌ. مددتُ له بعض البلحات فأخذها، ثم دسَّ يده فى مخلاته ليخرج لى قطعةً من الجبن. اعتذرتُ له، ولم أخبره بأننى كنتُ صائماً. سألنى عن موطنى الأصلى، فقلتُ من دون أن أفكِّر: نجع حمادى، فاستبشر وقال:- أنا أصلاً من أَنْصِنا (سمالوط) ولدتُ هناك، ولكنى أعيشُ هنا منذ سنين طويلة .تزحَّف الرجل نحوى، وراح يحكى لى عن بلدته الواقعة بقلب الصعيد، شرقىِّ النيل. قال إنه نشأ بقريةٍ قرب جبلٍ هناك يسمونه جبل الطير؛ لأن طيوراً تأتى فى كل عام وتحطُّ عنده فتملأ الأجواء، ثم ترحل فجأة بعدما يضحِّى طيرٌ منها بنفسه! بأن يُدخل رأسه فى كوةٍ بسفح الجبل، فيتلقَّف رأسه من داخلها شئ مجهولٌ، فلا يُفلته حتى يجف جسمه ويسقط ريشُهُ . فتكون تلك إشارةً لبقية الطير، كى يغطسوا فى النيل ويرحلوا فى الليل، ليعودوا العام التالى فى الموعد ذاته، ويعيدوا الكرَّة.همس لى الرجلُ بأن فى بلدتهم مسوخاً كثيرةً، يقصد التماثيل القديمة، منها تمثالٌ عجيبٌ لرجل يضاجع امرأة ! وعلى رأس الجبل كنيسةٌ يسكنها الرهبان، اسمها كنيسة الكف؛ لأن يسوع المسيح حين مَرَّ هناك أثناء رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، ترك بها أثر كَفِّه على حجرٍ لان له، لتكون معجزةً وعبرةً للآتين من بعده .. أضاف: كما ترك هناك عصاه التى كان يهشُ بها على غنمه ! قلت للرجل الذى ما عدتُ أتذكر اسمه :- لكن يسوع المسيح لم يأت إلى مصر، إلا رضيعاً .- ماهذا الكلام يا ابن العم ، يسوع المسيح عاش حياته كلها، ومات، بمصر !عرفتُ أن الرجل لايعرف شيئاً، أو لعله هو يعرف شيئاً لا أعرفه، أو أن كلينا يتوهَّم ما يعتقد أنه يعرفه. لم تكن لدى رغبةٌ فى مواصلة الكلام معه، فاعتذرتُ إليه برغبتى فى النوم، ثم غطَّيتُ رأسى بقطعة القماش القديمة التى أعطانيها صاحب الخيمة، ونويتُ أن أنام جالساً مثلما هى عادتى فى الليلات الليلاء .. أغلب ليلاتى ليلاء .رحتُ قبل أن يدهمنى النومُ، أفكِّر فى جبل الطير، وفى الكنيسة التى بأعلى الجبل. كان يجب علىَّ المرور بهذه البلدة فى طريقى، حتى أرى ما بها من عجائب. تفوتنا فى الطريق أشياء كثيرة. بلادُ مصر مليئةٌ بالعجائب وبالمعجزات، لأنها مليئةٌ بالمؤمنين . منعنى عن النوم، ليلتها، توالى المشاهد التى مررتُ بها فى رحلتى، وفى حياتى كلها: الفتى والقرد اللذان صعدا النخلة أمامى كأنهما يطيران إلى البلح .. الكنيسةُ الصغيرة كالغرفة، حيث أمضيتُ ليلةً على ضفاف النيل بأسيوط، بعدما قادنى إليها شماسٌ أصله من بلدة تسمى قوص .. ركوبى النهر فى قارب التُّجَّار الفقراء، وصخبهم الذى لا يهدأ .. عينُ الشَّمَّاس القوصى الدامعة وهو يودِّعنى، بعد ثلاثة أيام قضيتها فى الغرفة الملحقة بالكنيسة الصغيرة التى يخدمها .. نظرُة أمى الفزعة ، حين أخبرتها بعلمى بأنها وشت بأبى لدى أقاربها من جُهَّال أهل الصليب .. جريتُ من أمامها ، ولم تستطع اللحاق بى، ولم أرها بعد ذاك اليوم قط .. بكائى الحارُّ، يوم علمت بزواجها من أحد أقاربها الذين قتلوا أبى .. صورةُ بيتنا الذى هربتُ منه، وهجرته أمى بعد هروبى وزواجها .. يومُ ارتميتُ فى حضن عمى الذى جاء يبحث عنى، فرأيته فى إهاب المخلِّص .. التحاقى بالمدرسة الكبيرة فى نجع حمادى حين كنت فى الحادية عشرة من عمرى .. زوجةُ عمى، نوبية الأصل، ورائحةُ طبخها الشهىِّ لنا قبيل الغروب ..كاد النوم يأخذنى، لولا أننى انتبهتُ لمَّا دخل الخيمة قَسّ ضخمٌ، أجشُّ الصوت. لم يتمهَّل حتى يصل لمنتصف الخيمة الواسعة، بدأ خطبته الزاعقة فور دخوله علينا : أبارككم يا أبناء الله ، باسم يسوع المسيح الإله الرب المخلِّص ، أمنحكم البركة السماوية . يا خراف الرَّبِّ ، كونوا قريبين من يسوع المسيح ، مثلما هو قريبٌ منكم . الرَّبُّ يحبُّكم، فأحبُّوه. صَلَّوا إليه قبل نومكم وبعد صحوكم ، فتناموا بين يدى رحمته. المحبة روحُ الله، فأحبُّوا إخوانكم وأقاربكم وأولادكم ، وأحبُّوا أعداءكم ..بالقرب منى، همس فلاحٌ خبيثُ النظرات لمن حوله، بسخريةِ الخراف الضالة: وهل يحب سيدُه كِيرُلُّس، إخوانه اليهود؟ ضحك المحيطون به بتكتُّمٍ، وأضاف أحدهم: طبعاً، كِيرُلُّس يحبهم إلى درجة موتهم وطَرْدهم خارج الأسوار .. لم يلتفت القَسّ أجشُّ الصوت ناحيتهم، لعله لم يسمعهم، أو هو لا يسمع إلا ما يحفظه ويتلوه على الناس كل ليلة. أكملَ خطبته الزاعقة التى انتزعتنى من دفين ذكرياتى، بأن قال ما معناه: يا أبناء الله، بيت الرب مفتوحٌ لكم. فتعالوا للكنيسة صبيحة الأحد، واحصلوا على البركة. أقبلوا حتى يُقبل عليكم ربكم، وتكونوا مع الرُّسُل والقدِّيسين والشهداء .بعدما أفرغ فينا كل ما كان فى فمه من كلام، خرج القَسّ مزهواً وكأنه ألقى علينا عظة الجبل. تبعه الجندىُّ السمينُ ، الصامت، الذى دخل وراءه .. سَرَتْ فى أهل الخيمة همهماتٌ وضحكاتٌ مكتومة، انهمكوا بعدها فى أحاديثَ تافهةٍ، يمررون بها لقيمات الخبز الخشن والجبن المالح والسمك المملح. امتلأتْ سماءُ الخيمة برائحة البصل . تمددتُ فى موضعى بقرب باب الخيمة، حيث رائحة الزهومة أخف، وأسلمتُ روحى لفيضان الأحلام .رأيتُ فى تلك الليلة رؤى كثيرة، لم أطمئن إلى واحدةٍ منها. وتقلقلت فى نومى حتى أيقظنى عند الفجر صخبُ النائمين حولى، أقصد شخيرهم العالى. وصخبُ المحيطين بالخيمة .. وبكاءُ طفلٍ رضيع، ونداءُ بائع اللبن الرايب، وصوتُ عصافير. وددتُ لو غفوتُ ثانيةً ، فأمامى يوم طويل مجهول البدء والمنتهى . أمامى عالمٌ هائلٌ، يحتجبُ عنى خلف بوابة المدينة العظمى.. غير أننى لم أستطع العودة للمنام، فاكتفيتُ بإغماض عينى إلى أن تمتلئ الأرض بالنور، وتشرق شمس الله على الأبرار والأشرار، كما هو مكتوب.خرجتُ من الخيمة باحثاً عن بعض الماء لأمسح وجهى، فلم أجد. كان الناس مشغولين ببداية يومٍ آخر، شاق، من أيامهم .. فى ساعةٍ مبكرةٍ من الصباح، يعرفونها، اتجهوا إلى بوابة المدينة . أدهشنى أن البوابة لم تكن خلال الليل مغلقة ! بل هى لا تغلق أبداً ، ومصراعاها المفتوحان مطمورٌ أسفلهما برمالٍ متحجِّرةٍ وصدأ ملحىٍّ ، بما يدل على أنها لم تغلق منذ سنوات بعيدة .. فلماذا يبيت هؤلاء الناسُ خارج الأسوار ؟أخذنى نهرُ الفقراء الدافق نحو البوابة. كانوا يسيرون بخطى مثقلة، لم يتدافعوا. مشيتُ معهم تاركاً نفسى لتيار النهر البائس المستسلم لمشيئة الرب. وجوه الداخلين شاحبة ، ملابسهم قديمةٌ ونظيفة، تتخللهم غبطةٌ خفيةٌ لاتشى هيئتهم بها .. تحقَّقت لوهلة خاطفة، بأن هؤلاء جميعاً، مسيحيين ووثنيين، هم أبناءُ الرب .كان الحراسُ عند البوابة، يحدِّقون فى الداخلين بإمعان. لم يمنعوا أحداً، مع أن وقفتهم المتحفزِّة كانت توحى بأنهم على وشك المنع. سورُ المدينة عالٍ ، لم أر قبله سوراً بمثل ذاك العلو . كان فوقه حراسٌ آخرون، ينظرون إلى ناحيتنا بكسلٍ . بوابةُ السور تكفى لدخول كثيرين دفعةً. فى الباب المفتوح بابٌ أصغر ، يكفى لدخول شخصٍ واحد. يدلُّ صدأُ حوافه على أنه أيضاً، لم يفتح منذ سنوات بعيدة .. لا أتذكر أننى رأيتُ ابتسامةً واحدة ، يوم دخولى من بوابة القمر .الإسكندرية هائلةٌ. عظيمةُ الاتساع. امتصَّت شوارعها نهر الداخلين بيسرٍ، فكأنهم نملٌ يدلف فى شَقِّ صخرةٍ عظيمة . الطرقُ مبلَّطة بأحجارٍ صغيرة، رمادية، وعلى حوافِّ معظم الشوارع أرصفةٌ. عرفت يومها معنى كلمة رصيف التى كان القَسّ الدمياطى، معلِّمى فى نجع حمادى، يذكرها خلال كلامه. الشوارع نظيفةٌ ، كأنها عروس تغتسل كل ليلة، فتصبحُ مستبشرةً. الكادحون، يغسلونها كل ليلة، ويبيتون خارج أسوارها. لم أر فى ذاك الصباح الباكر، كثيراً من سكان المدينة. فى بلادى الأولى، كانوا يقولون لنا إن الإسكندرانيين ليسوا مثلنا، فهم يحبون السَّهَر بالليل، ولا يقومون من نومهم مبكرين .لم تدهشنى ضخامة بيوت الإسكندرية وكنائسها، فقد رأيتُ فى مصر من المعابد القديمة ماهو أضخم كثيراً من تلك البنايات. لكن الذى أدهشنى فى أنحاء المدينة، كان الدقةَ والتأنُّق: الطرقات، الجدران، واجهات المنازل، النوافذ ، المداخل المزروعة، الشرفات المحفوفة بالورود ونباتات الزينة .. المدينةُ كلها دقيقةُ الصنع، ومتأنقةٌ . غير أن هذا الجمال المنبث فى كل مكان ،لم يكن يشعرنى بأن الإسكندرية هى مدينة الله العظمى كما يسمونها .. رأيتها أقرب إلى : مدينة الإنسان !- أيها الجنوبى، هذا طريقُ الإِستاد. فهل أنت قاصدٌ إليه، أم إلى حَىِّ المصريين ؟- لا يا خال ، أنا ذاهبٌ إلى البحر .- البحر فى كل مكان ! عُدْ من حيث أتيت، ثم اتجه يساراً واعبرْ الشارع الكانوبى، وواصل السير شمالاً ، واجعل كنيسة بوكاليا على يسارك، وسِرْ حتى تجد البحر .. البحرُ هو الذى سيجدك .شكرتُ المرشد المتطوع، حارس المنـزل ، واتجهتُ كما وصف. لماذا لم يتركنى أهيمُ كما أشاء وكما شاء لى الربُّ، فأرى ما لستُ أتوقَّع؟ كنيسة بوكاليا التى ذكرها رأيتها بعد ذلك بشهور، يُقال إن رفات مرقس الرسول محفوظةٌ بها. أما يومها، فقد عبرتُ فى طريقى جسراً حجرياً صغيراً، يعلو ترعةً عذبة تجرى من جنوبىِّ المدينة إلى الشمال، حتى تصبَّ فى البحر. لم أتجه مع مسار الترعة، فضَّلتُ المضىَّ شرقاً فى الشارع الكانوبى.. هو شارعهم الكبير الذى يشق المدينة لنصفين، النصف الشمالى يسكنه الأغنياء، والفقراء يسكنون جنوباً. فقراءُ الإسكندرية أغنى من أغنياء الناس فى بلادى الأولى .لما علت شمسُ النهار إلى كبد السماء، دبَّت الحياةُ فى الشوارع الفرعية. عدد الناس كان أكثر مما ظننتُ. مررتُ بجماعةٍ من رجال الكنيسة يتجهون شمالاً، وحولهم عمالٌ يحملون معاول. كان العمال يردِّدون خلفهم: باسم يسوع الإله الحق ، سنهدم بيوت الأوثان، ونبنى بيتاً جديداً للرب. العبارات الثلاث منظومة الإيقاع فى لفظها اليونانى، ووقعها مختلف عن نصِّها السريانىِّ هذا .. الإسكندرية لاتتكلم السريانية.أسرعتُ خطاى مبتعداً عنهم، حتى بدت لى الكنيسة الكبيرة جهة اليسار. لم أمض فى طريقهم، وإنما سرتُ شرقاً مع الشارع الكانوبى الكبير، الأنيق، الممتد بطول المدينة من بوابة القمر التى دخلتُ منها، إلى بوابة الشمس الواقعة شرقىِّ المدينة ، ومن خلفها تمتد بيوت اليهود التى مررت عليها يوم خروجى من الإسكندرية، بعد سنواتٍ ثلاث من دخولى إليها وانزوائى بها .الشارعُ الكانوبى دنيا كاملة . مرصوفٌ كُلُّه ، والبيوت على جانبيه أنيقةٌ، كلها، وفيه تصبُّ شوارع أخرى أصغر منه تنسرب منه جنوباً وشمالاً. كل ما حولى يومها كان بديعاً ، إلا ذلك التمثال البائس الذى يتوسَّط الطريق. عرفتُ بعدها بأسابيع، أنه تمثال لإله كانوا يسمونه سيرابيس، وقد استبقاه أسقف الإسكندرية السابق ثيوفيلوس من معبد السرابيون الكبير، بعدما هدمه على رؤوس الوثنيين المعتصمين فيه. وقد أقام الأسقفُ التمثال البائس فى وسط الطريق، ليفجع الوثنيين بمصير معبودهم، ويخلِّد انتصاره عليهم بإهانة آلهتهم إلى الأبد. جرى هدم المعبد الكبير فى العام الذى وُلدت فيه، أعنى سنة سبع عشرة ومائة للشهداء، الموافقة لسنة إحدى وتسعين وثلاثمائة للميلاد المجيد .. ولثلاثةٍ وعشرين عاماً، ظل التمثالُ خيرَ شاهدٍ على بؤس الوثنية الغابرة ! تأثَّرتُ ساعتها لرؤيته ، كان يعلوه زبل طيور البحر، وتحوطه القمامة من كل النواحى، فيبدو مضحكاً وهو مغروسٌ بقدميه فى بلاطات الشارع، من دون قاعدة تحمله .لم أحدِّق كثيراً فى التمثال كيلا ألفتَ أنظار المسيحيين، والوثنيين، المارين من حولى. لايجب أن يلتفت إلىَّ أحدٌ، لا من أولئك، ولا من هؤلاء، ولا حتى من اليهود الذين يحظون فى المدينة بكراهية الفريقين! يكرههم الوثنيون لجشعهم، ويمقتهم المسيحيون لوشايتهم بالمخلِّص وتسليمه للرومان ليصلبوه .. ليصلبوه .. أتراه صُلب حقاً ؟عند ميدانٍ يتوسط الشارع الطويل، أخرجنى من توالى الأفكار وانتظام خطاى ، صوتُ المنادى الزاعق باليونانية من فوق بغلته: الحاكم أوريستيس يدعو العلماء والمتعلِّمين، إلى محاضرة أستاذة كل الأزمان، صباح يوم الأحد بالمسرح الكبير. تعجبتُ لما تأكَّدتُ من أنه يقول: أستاذة كل الأزمان! هل للزمان أستاذة .. امرأة ؟ شككتُ أولاً فى صحة فهمى للعبارة، مع أن صيغتىْ المؤنَّث والمذكر فى اليونانية لا يلتبسان، لوضوح الفرق بينهما. ثم شككتُ فى صحة عقل المنادى، مع أنه بدا لى جاداً. والجديةُ، بحسب ما تعلَّمناه فى أخميم هى نقيضُ الخبل .دفعتنى شكوكى للخروج من حرصى، فلحقتُ بالمنادى، وسألتُ تابعه الصغير، فنظر الولد فىَّ مندهشاً، ولم يجاوبنى. كان المنادى قد أوقف البغلة بضَمِّ ساقيه إلى صدرها، ومَدَّ يده فى مخلاته ليخرج قنينة طويلة العنق من الفخار الأبيض ارتشف منها جرعة، فكانت لدىَّ الفرصة لأسأله :- يا خال ، أين ستكون المحاضرة ؟- مالك أنت بالمحاضرات، يا فلاح ، أم تراك تطمع فى الحلوى التى يوزِّعها الحاكم هناك ؟- أنا لا آكل الحلوى. أريدُ فقط أن أعرف منك، من هى أستاذة كل الأزمان ؟- فلاحٌ لا يأكل الحلوى، ويتكلم اليونانية الفصيحة، ولا يعرف هيباتيا .. هذا وحَقِّ سيرابيس ، عجيبٌ !تركنى المنادى، ومضى مستخِّفاً بى، وراح يصيح بالعبارة نفسها: الحاكم أوريستيس يدعو العلماء والمتعلمين .. غاب عنى فى شارعٍ جانبىٍّ بعدما تركنى مبهوتاً، أفكر فى المرأة التى يمكن أن تكون: أستاذة كل الأزمان !انتبهتُ بعد تيهٍ ذهنىٍّ إلى مقصدى الذى انحرفتُ عنه قبل ساعة، أعنى الوصول إلى البحر. فأكملت مسيرتى شرقاً فى الشارع الكانوبى حتى لقيتُ شارعاً كبيراً إلى ناحية الشمال. كنتُ قد تجاوزتُ الموضع الذى وصفه لى المرشدُ المتطوع، حارسُ البيت، فأسرعتُ الخطى أملاً فى الوصول إلى مبتغاى، أو إعادة المحاولة. كنتُ كلما سرتُ شمالاً، أحسُّ بالبحر أكثر فأكثر .. شيئاً فشيئاً، صارت أرضيةُ الشوارع الفرعية رملية، وصارت البيوتُ متباعدةً عن بعضها، وأحجارُ جدرانها متآكلةً حائلةَ اللون . عرفتُ بعدها أنه فعلُ هواء البحر، الآتى من مكانٍ قريب .رائحةُ البحر قويةٌ، وصوتُ أمواجه راح يلامس أُذنى، فيلفُّنى شعورٌ غريب. لما ظهر لى البحرُ من بين البيوت، أسرعتُ خطاى حتى جزت إلى المنطقة الرملية الواسعة، الممتدة خلف البيوت .. بيتٌ منها كبيرٌ كالقصر، كان آخر البيوت ذات الأسوار الأنيقة. عند بابه الكبير كان يجلس حارسٌ متقدِّمٌ فى السن، يرقد عند قدميه خروفٌ نحيل . مررتُ بهما من دون التفات، الحارسُ أيضاً لم ينظر ناحيتى . كان الخروفُ هو الذى نظر.لما رأيتُ البحر محيطاً باللسان الرملى الممتد فيه، هممتُ الخطو حتى اقتربتُ من منطقة صخرية وسط اللسان، ثم سلكتُ سُبلاً رمليةً ممتدةً بين الصخور.. صخورُ الإسكندرية حادةُ الحواف، شعثةٌ وقاسية. هى لاتشبه البيض الصخرى الذى تدحرج مع النيل من السماء، فاستقر على ضِفَّتيه فى بلادى الأولى . بدا لى البحرُ يومها، كأنه بلا ضفاف! مع أنه كان يظهر لنا صغيراً فى رسوم كتاب الجغرافيا. مشيتُ مبتعداً عن الصخور، حتى انبسطت من تحت قدمى الرمالُ، وأحاطنى البحر من الجهات الثلاث .. على مقربةٍ من الموضع الذى يتلاشى فيه زَبَدُ الأمواج، ألقيتُ عنى مخلاتى التى ثقلت علىَّ من طول ما حملتها . وبحرصٍ بالغٍ تقدَّمتُ، حتى لمس ماءُ البحر أقدامى .. هالنى الامتدادُ .. كاد يُغمى علىَّ من هول اتساع الماء . مددتُ ذراعى كأننى أوشك أن أطير، وملأتُ صدرى بالهواء الآتى من فوق الموجات . أبهجنى مَسُّ البحر لكعبىَّ، ورقَّةُ ارتماءةِ موجاته المنهكة تحت قدمى .البحرُ .. إنه الماءُ الأعظم الذى بدأ منه الوجود. من وراء هذا البحر بلادٌ، من ورائها بحرٌ أعظم يحيط بالعالم . إذ أتذكَّر الآن هذه اللحظة التى عشتها قبل عشرين سنة، أكاد أشعرُ بالرذاذ يمسُّ وجهى، وبالروعة التى أوقفتنى ساعتها على ساحله شاخصاً كالمسلاَّت العتيقة.كانت رائحةُ البحر غريبة علىَّ ، والماء مالح . ساعتها تاقت نفسى للعوم فى هذا اليم العميم، مثلما كنتُ أسبح فى النيل أيام الطفولة. كنتُ أعرف من الكتب، أنه لاتوجد فى هذا البحر تماسيح، ولا أفراس نهرٍ، ولايعيش عند ضفافه الورل([1]) .. ولكننى كنتُ متوجِّساً ، مما يمكن أن يخبِّئه لى هذا البحر العظيم من أخطار .تلفَّتُّ فى كل الجهات ، فلم أر فى المدى أحداً غيرى . ملتُ بكفى إلى البحر وغسلتُ وجهى بمائه المالح ، فخفَّ توجُّسى . تقدمتُ متردِّداً، حتى وصل الماءُ لركبتى . انتابنى شعورٌ آخر ما كنتُ أعرفه .. لا طين ولا لزوجة فى قاع البحر. الرملُ ممتدٌ، ومن فوقه يتتالى الموجُ. كانت الموجاتُ تهزُّنى، وتدغدغ فىَّ حَوَاسّاً منسية . أغمضتُ عينى، مستسلماً لهَزَّات الموج اللطيفة، المثيرة. كادت موجةٌ توقعنى، فضحكتُ بصوتٍ عالٍ لم أسمعه منى قبلها بسنواتٍ، ولا بعدها بسنوات.. عدتُ مسرعاً إلى الشاطئ، فوضعتُ مخلاتى قرب صخرةٍ ناتئةٍ وسط الرمال، وألقيتُ فوقها جلبابى التعيس، واندفعتُ إلى الماء .. يا إلهى ، كان قلبى لحظتها يخفق بالغبطة .العومُ فى البحر سهلٌ ، الماءُ يحملنى ولا يجذبنى تياره مثلما كان النيلُ يفعل بى أيام الطفولة . ماءُ النيلِ عَذْبٌ وطينىُّ القاع، وهذا البحرُ مالحٌ وكاشفٌ لقاعه الرملى. كنتُ أقف وسط مائه الذى يغطى صدرى ويمسُّ كتفىَّ، ومع ذلك أرى قدمى، وأرى الرمال وقطع الصخور النائمة على القاع. النيلُ إذا نزلناه، ثار طينُ قاعه، وصار ماؤه عكراً، وقد تُخفى العَكَرةَ التماسيح. أما البحر، فلا أخطارَ فيه تهدِّد العائمين، وتبدِّد فرحة رجوعهم المؤقَّت إلى الماء الأصلى الذى بدأ منه العالم .لما حملتنى صفحةُ الماء بلا جهدٍ كبيرٍ منى، جال بصرى فى السماء وفى الأفق الممتد من حولى .. ناحية الغرب لمحتُ مراكبَ كبيرة ، بعيدة. وإلى جهة الشرق كانت نوارسُ تطير على امتداد الشاطئ. النوارس كانت كثيرةً، وطيرانها مبهجٌ .. أُتراها هى الطيور التى تزور كل عام، الجبل الذى حَدَّثنى عنه الرجل فى الخيمة ؟غمرتنى السعادةُ فوق صفحة الماء، حتى وقع ماجرى معى، فجعلنى لا أقرب البحر من بعد ذلك أبداً .. فوق صفحة الماء الرقراق، كانت نبضاتُ الدفء الداخلى تزيح عنى برودة قلبى وارتعاشة أطرافى. ولما حملنى البحرُ، شعرتُ بأننى جنينٌ يخرجُ من رَحِمٍ هائل. انتابتنى الأحاسيسُ الغريبة، وأخذتنى لهفةُ اللمس ودغدغةُ الشهوة. أنا الذى لم أعرف قبلها امرأةً فى حياتى، ولم أكن أنوى أن أعرف. غير أننى ساعتها تفكَّرتُ فى تلك اللذة، وجال ببالى أن البحرَ امرأةٌ لعوبٌ تمتِّع الرجال العائمين، من دون خطيةٍ تُحسب عليهم أو يحاسبون عليها.. البحرُ رحمةٌ من الله للمحرومين، لك المجد يا أرحم الراحمين .تركتُ نفسى للماء الصافى، بأن استلقيتُ على ظهرى فوق صفحته، ومددتُ ذراعىَّ بطولهما. كنتُ أفعل ذلك فى صغرى ، فوق صفحة ماء النيل ، ثم صرتُ أفعله فى صومعتى، حيثما أخلو .. وأصفو! أتمدَّد على الأرض وأبسط ذراعىَّ، وأجول فى سماوات خيالى، غير أن المرة التى فعلت فيها ذلك فى بحر الإسكندرية؛ كانت مختلفة. كان ماء البحر يحملنى بأكثر مما كان النيل يفعل. كنتُ أخفَّ، وكانت الشمسُ يتلألأ نورها بين جسمى الطافى وسطح الموجات، فتنعكسُ الأضواءُ على أعضاء جسمى العارى، وتتقاطع فوق سمرة بشرتى، فتكسوها أَلَقاً نادراً.. كانت المرة الأولى، التى رأيتُ فيها أن جسمى جميلٌ وسُمرتى لطيفةٌ ! البحرُ يظهر مالا يظهره النهرُ من بدائع الصُنع الإلهى فى الكون، وفى أجسامنا .فوق صفحة الماء تذكَّرتُ، هانئاً، استلقائى على التلة التى يرتاح فوقها البيتُ الذى وُلدتُ فيه، حيث كان الحمامُ يحطُّ من حولى .. ولما مالت الشمسُ عن وسط السماء إلى جهة الغروب ، انتبهتُ لعضَّات الجوع . بدا الشاطئُ بعيداً عنى ، ولمحتُ قرب ثيابى شخصاً يلوِّح لى بطول ذراعيه، فانتابنى قلقٌ مفاجئٌ وغاص فى صدرى توجُّسٌ. رحتُ أضربُ بساقىَّ وذراعىَّ بقوة ، لأعود سريعاً إلى ملابسى . بعد لحظات طوال كالدهر، عرفتُ أننى لا أتقدَّم نحو الشاطئ .. زِدتُ من سرعة ضرباتى فى الماء، غير أنى لم أقترب من مقصدى . أُنهكتُ فجأةً، وكادت ذراعى اليسرى تتصلَّب. تركت جسمى ليطفو، لأستريح برهةً، غير أننى فزعتُ لما أدركتُ أن الماء يجرُّنى إلى قلب البحر العميق . عاودتُ العوم منهكاً، ولكن جَذْبُ الماء كان أقوى من ضربات ذراعى المتلاحقة الفزعة .. وأدركتُ ساعتها أن البحر غادرٌ .الشخصُ الواقف على الشاطئ كفَّ عن التلويح لى، وغاب عن عينى لما حال بيننا الموجُ.. كنتُ قد أُنهكت تماماً، وكان البحرُ لايرحم. لما تيقَّنت من أننى أغرقُ صحتُ رغماً عنى، ثم كتمت صيحاتى لأستعين بما تبقى من قوتى على الرجوع. صار الألمُ مبرِّحاً بذراعى اليسرى، لكنى واصلتُ التجديف بها . هتفتُ فى باطنى: يايسوعُ المسيح كُنْ معى الآن، وسأنذرُ كل حياتى لك . ازدادتْ ضرباتى لسطح المياه، وعانيتُ طويلاً مما زَجَجْتُ نفسى وتورَّطتُ فيه .. بعد معاناة طويلة فى مغالبة جذب الماء للوراء، وجدتنى أندفع مع ضربات ذراعى إلى ناحية الشاطئ. كان لهاثى متتابعاً، مثل زخَّات بهجتى بالنجاة .. لما وصلتُ إلى النقطة التى بقرب الشاطئ، حيث تنقلب الأمواجُ وتهدرُ، لمستْ قدمى الأرض. وشكرتُ الربَّ بقلبٍ مضطرب .رحتُ إلى مخلاتى مترنِّحاً ، وحين لم أجد أحداً غيرى على الشاطئ الرملى الممتد، ظننتُ لوهلةٍ أن الذى كان يلوِّح لى منبِّهاً من خطر الغرق،لم يكن من البشر . وإنما هو ملاكٌ أرسله الله من السماء، لينقذنى من التوغُّل فى غواياتى .. قلتُ فى نفسى إن أبانا الذى فى السماوات رحيمٌ بنا، وإن أسراره فى الوجود لا تنتهى، وإننى لن أقرب البحر من بعد ذلك أبداً.جلجلتْ ضحكةٌ ناعمةٌ من ناحية الصخور القريبة، فنهضتُ من استلقائى على ظهرى . نظرتُ إلى جهة الصوت مذعوراً، فرأيتُ امرأةً بيضاءَ فى ثوبٍ سكندرىٍّ مكشوف الصدر والذراعين .. أقبلت المرأةُ متمايلةً، كأنها نجتْ تواً من الغرق فى بحر الميوعة :- أنت سبَّاحٌ ماهرٌ ، ومحظوظٌ أيضاً .- من أنت يا سيدتى ؟- سيدتى .. هأ هأ ، أنا أوكتافيا خادمة السيد الصقلى ، تاجر الحرير .نظرتُ إليها بعينٍ زائعة كأننى فى حلم، أو كأننى متُّ غرقاً وبُعثتُ فى زمنٍ آخر. نظرت حولى، فكانت النوارس ماتزال تطير، والبيوت البعيدة فى موضعها مثلما كانت. مسَّتنى نسمةٌ باردة، فانتبهتُ .. ما الذى جاء بهذه الخادمة التى لا تبدو كالخادمات ، إلى هنا ؟ لم أجد عندى إجابة، فسألتها متلعثماً، وردَّت هى بلا تردُّد :- أرسلنى بوسيدون.. إله البحر الذى أنقذك، فأنا من حورياته .. هأ هأ .- أرجوك ، لا تعبثى بى .- لا تعبس أيها الجنوبى .. سوف أخبرك بكل شئ .قالت إن اسمها أوكتافيا، وإنها تأتى لهذا المكان معظم الأيام التى يكون فيها سيدها مسافراً مع تجارته، فيأخذ معه خدمه كلهم. فلا يبقى معها بالبيت، إلا الحارسُ الجالسُ على بابه.. هى، كما قالت، تفضِّل المجيئ إلى هنا لتحكى همومها إلى البحر، لأنه يحفظ الأسرار! أخبرتنى وهى تنظر ناحية الموج، أن هذا الشاطئ لا يرتاده الناسُ لكثرة صخوره وخطورة دوَّاماته القريبة من الشط .- آه، عرفتُ الآن ما جرى معى .. ولكن كيف عرفتِ أنت أننى جنوبىٌّ .- من لهجتك. وأعرف أيضاً أنك الآن جائعٌ ، من طول بقائك فى البحر ! فتعال لتأخذ شيئاً تأكله .لم أعرف ساعتها كيف أردُّ عليها. كان الجوعُ يقتلنى ، والخجلُ. أخرجتنى هى بلطفٍ من حرجى، حين قالت بحسمٍ ممزوجٍ بميوعةٍ لم أر مثلها : هات مخلاتك ، وتعال .. مشتْ نحو شَقٍّ واسعٍ بين الصخور، وبقيتُ فى موضعى مشدوهاً مُدلَّهاً، أرقب من قريبٍ مشيتها المتدللة. كانت فى سن الأربعين، أو الثلاثين، لم أعرف. جسمها يميل قليلاً إلى البدانة، ويميل كثيراً إلى اللدونة. كانت تتمايل فى مشيها، كأنها خيط بخور . فهل تراها كانت تتعمَّد يومها إغوائى، أم أنها طبيعة النساء فى الإسكندرية ؟سأكفُّ الآن عن الكتابة ، فالذكرياتُ تحتشد بقلبى، وتُثقلُ رأسى ويدى. سأكتفى بما دوَّنته الليلة، وأعود للكتابة فجراً، إن صحوت من نومى. وقد امتلأ هذا الرَّقُّ على كل حال، فلأبدأْ غداً مع رَقٍّ جديد أستسلم فيه لدَوَّامة أخرى من دوامات الذكرى التى لايتوقَّف دورانها .

الأحد، 1 فبراير 2009

وفاة وكيل مباحث امن الدولة بالوادى الجديد

توفى الى رحمة الله تعالى زهرة شباب اصفون المطاعنة بقنا العقيد خالد زكريا الامير فراج ابو الشيخ الذى يشغل منصب وكيل مباحث امن الدولة بالوادى الجديد اثر تعرضه واسرته لحادث سيارة بطريق الوادى اسيوط والعزاء بديوان عائلة الطوايع باصفون قنا اان لله وان اليه راجعون

نائب الوطنى فى قنا يحول حفل سكر ارمنت المخصص لتكريم المزارعين الى حفل فى وصف جمال ورقة مجدى ايوب محافظ قنا

حفل تكريم المزارعين بسكر ارمنت يتحول الى وصلات للمدح والاطراء فى محافظ قنا ورئيس مصانع السكر عقد مصنع سكر ارمنت بمحافظة قنا حفلا كبيرا ظهر اول امس الاثنين لتكريم مزارعى قصب السكر الذين قدموا انتاجية عالية لمحصول قصب السكر عن العام الحالى حضر الحفل اللواء مجدى ايوب محافظ قنا والمهندس حسن كامل رئيس مجلس ادارة الصناعات التكاملية بالحوامدية والعقيد ممدوح جمال الضبع رئيس مباحث امن الدولة حضر نائبا عن اللواء محمود جوهر مدير امن قنا و لفيف من القيادات السياسية والتنفيذية واعضاء مجلسى الشعب والشورى والمجالس المحلية بمراكز اسنا وارمنت والاقصر ورجال دين اسلامى ومسيحى وتحول الحفل المخصص لتكريم المزارعين والذى اقيم على نفقتهم الى وصلات مدح واطراء فى محافظ قنا ورئيس مجلس ادارة مصانع السكر المهندس حسن كامل بدلا من مناقشة مشاكل وهموم المزارعين وخلال الحفل وصف محمد فتحى عضو مجلس الشعب عن ارمنت ومحاسب بمصنع سكر ارمنت اللواء مجدى ايوب بانه ملاك هبط من السماء لخدمة ابناء قنا وارمنت وتحدث عن المنطقة الصناعية بارمنت وبعض المرافق الخاصة بالمدينة متجاهلا التحدث عن مشاكل المزارعين وازمة الاسمدة التى تسببت فى اتلاف مزارعهم بسبب ارتفاع اسعار الاسمدة وضعف المخصص التسميدى الذى تصرفه الجمعيات الزراعية والاصلاح الزراعى للمحاصيل الحقلية واجبار المزارعين على التوقيع على ايصالات امانة على بياض حال حصولهم على اعلاف او مواشى وهو ما اثار غضب واستياء المزارعين الذين ارتفعت صيحاتهم فى قاعة الحفل بالتوقف عن وصلات المدح والاطراء ةالتحدث عن مشاكل المزارعين وطالب محمد عبد الستار ابو الشيخ احد كبار زراع اسنا رئيس مجلس الادارة والحضور بضرورة تحمل مصنع السكر تكلفة نقل المحصول من الحقل الى المصنع مشيرا الى ان جميع مصانع السكر تتحمل نولون نقل القصب من المزرعة الى المصنع الا ان مصنع سكر ارمنت امتنع عن تحمل نولون النقل مع المزارعين مما عرضهم لخسائر فادحة نتيجة ارتفاع تكلفة النقل والتى وصلت فى بعض الاحيان الى 30 جنيه لنقل طن القصب من الحقل الى المصنع وطلب ايضا برفع سعر طن توريد القصب وسرعة صرف مستحقات المزارعين لدى مصنع السكر فيما اتهم عشرات المارعين ادارة مصنع السكر بالتربح من اموالهم التى وردوا بها محصول القصب مشيرين الى ان المصنع يضع اموالهم فى احد البنوك ولمدة عدة شهور ويحصل على فائدة فى الوقت الذى لم يجد فيه المزارع نقود للانقاق على زراعة ارضه وقال المهندس حسن كامل رئيس مجلس ادارة مصانع السكر ان قرار اجبار المزارعين على التوقيع على ايصال امانة فى جحالة حصوله على مواشى او اعلاف قرار صادر من المسئولين الاداريين والماليين للحفاظ على اموال المصنع لان هناك بعض المزارعين يحصلون على العلف والمواشى ويتهربون من السداد لانهم يقومون بتاجير اراضيهم لاخرين مما يحمل الشركة خسائر بالغة مسيرا الى ان هناك عدد كبير من المزارعين يقومون بحرق محصول القصب من اجل ان تكون له اولوية كسر المحصول لياخذ حق مزارع اخر اولى بالكسر واثارة كلمات رئيس الشركة غضب المزارعين الذين صاحو فى القاعة مطالبين رئيس الشركة عدم المبالغة فى كلماته وخلال كلمة رئيس الشركة قاطعه احد المزارعين قائلا لم اجد سماد منذ اكثر من شهرين خاصة الاسمدة الفوسفاتية وفور ختام الحفل التف اعضاء مجلسى الشعب والشورى حول رئيس الشركة لطلب التوقيع على طلبات تعيينات لاقاربهم وزويهم وهو مارفضه رئيس الشركة كما تجمهر عدد كبير من المزارعين على اللواء مجدى ايوب خلال خروجه من قاعة الحفل لمطالبته بتوفير اسطوانات البوتجاز بالمستودعات بعد ان وصل سعر الواحدة منها الى 15 جنيه

تصاعد ازمة الدقيق فى قنا ومحافظ قنا يتابع من بعيد

تصاعدة امس ازمة الدقيق البلدى فى قرى ومدن محافظة قنا وشهدة الجمعيات التعاونية زحاما شديد من جانب المواطنين الذين تنافسو فى الحصول على الدقيق البلدى وشهدت منافذ بيع الدقيق البلدى فى مدينتى ارمنت واسنا تجمهرا غفيرا من المواطنين الذين تسابقو للحصول على الدقيق بعد تجدد ارتفاع اسعار القمح المحلى بسبب فساد القمح الاكرانى الذى استوردته وزارة التضامن الاجتماعى وقال الحاج هشام القاضى عضو مجلس الشعب انه تقدم بطلب احاطة لرئيس مجلس الشعب بسبب تفاقم ازمة الدقيق وحرمان الفقراء ومستفيدى معش الضمان من الدقيق المدعم لقلة المعروض منه وقيام مسئولى الجمعيات التعاونية ببيع الدقيق لمن له وساطة ومحسوبية واشار القاضى الى انه سبق وان تقدم بطلب احاطة سابق لرئيس الحكومة ووزير التضامن حول توريد قمح اكرانى فاسد لمطاحن قنا ليتم خلطه مع القمح المحلى وقال احمد رجب البتيتى مزارع ان الجمعيات التعاونية بمركز اسنا تشهد يوميا تجمهرات غفيرة من المواطنين المستفيدين بمعش الضمان الاجتماعى للحصول على شيكارة دقبق بلدى مدعمة بسعر 14 جنيه للشيكارة زنة 50 كجم وطالب وائل زكريا الامير عضو مجلس الشعب عن دائرة اسنا سابقا اللواء مجدى ايوب محافظ قنا بضرورة تخصيص كمية دقيق اضافية للجمعيات التعاونية باسنا وارمنت مشيرا الى انه مع ارتفاع اسعار القمح المحلى بقرى قنا زاد طلب المواطنين على الدقيق لارتفاع سعر اردب القمح الى 350 جنيه بدلا من 250 خلال الاسبوع الماضى يذكر ان اللواء مجدى ايوب محافظ قنا كان قد خفض مخصص دقيق اسنا 4500 كجم لصالح اقامت محبز بمركز ارمنت الامر الذى ادى الى تزايد حدة ازمة الدقيق وتردد ان محافظ قنا خفض مخصص دقيق اسنا الاسبوع الماضى 2000 كجم لاقامة مخبز بمدينة قوص وهو ما لم يؤكده وكيل وزارة التموين عطية ابو المجد

انباء عن سعى عائلتى البصيلات وسلطان فى بهجورة لشراء اسلحة استعدادا لتجدد المصادمات

30/01/2009 ..أنباء عن سعي العائلتين لشراء أسلحة آلية من تجار الأسلحة بمركز دشناقنا - عيسي سدود:شددت مديرية أمن قنا من وجودها الأمني مساء أمس الأول في قرية الشرق بهجورة التابعة لمركز نجع حمادي في محافظة قنا علي خلفية الاشتباكات الثأرية التي شهدتها القرية الأسبوع قبل الماضي وأسفرت عن مصرع شخص وإصابة ستة آخرين في المشاجرة التي وقعت بالقرية واستخدم فيها أفراد من الطرفين الأسلحة النارية وكثفت صباح أمس مباحث مركز نجع حمادي وجودها عبر العشرات من الشرطيين السريين والخفراء النظاميين خشية تصاعد الأحداث والمصادمات الدامية بين أبناء العائلتين فيما واصلت أعداد كبيرة من العائلتين امتناعها عن الخروج من منازلهم خشية تعرضهم للقتل علي يد آخرين بعد مقتل أحد الأشخاص وإصابة ستة آخرين الأسبوع قبل الماضي وهي المعركة التي وصفها أحد رؤساء لجان المصالحات العرفية بالمعركة الأكبر في تاريخ مركز نجع حمادي.وكانت قد نشأت مشاجرة بين شخص من عائلة البصيلات وآخر من عائلة سلطان لتنافسهما علي شراء قطعة أرض قريبة من أرض مملوكة للطرفين وتمكنت المباحث الجنائية في وقت سابق من تحريز سلاحين آليين استخدمها المتهمون في المعركة.وقالت مصادر أمنية إنها تلقت معلومات تفيد استعداد أفراد من العائلتين للسعي لشراء أسلحة آلية من تاجر الأسلحة بمركز دشنا في قرية الصمدة وهو ما دفع الشرطة لتعزيز وجودها بجوار منازل الطرفين المتنازعين.

الخميس، 29 يناير 2009

حملات تنصير امريكية تستهدف المسلمين بجنوب مصر

حملات تنصير أمريكية تستهدف المسلمين في جنوب مصر المنصرون يغزون الدول العربية عواصم: كشفت وثائق نشرت مؤخرا في عدد من الصحف الأمريكية عن وجود منظمة تنصيرية أمريكية شهيرة تباشر نشاطها في جنوب مصر منذ حوالي 4 سنوات وذلك من خلال العمل الطبي في مستشفى يسمى "مستشفى الإرسالية الإنجيلية" في محافظة أسوان.وذكرت الوثائق إن هذه المنظمة والتي تدعى "سماريتان بيرس"، ويتزعمها القس الانجيلي الشهير فرانكلين جرهام، الناشط في العراق وأفغانستان حاليا، قامت أيضا بعمليات تنصير في الأحياء الفقيرة والعشوائيات في القاهرة عن طريق وسطاء لها وإن العملية تستهدف الارثوذكس المصريين المسيحيين علاوة على المصريين المسلمين.وسبق للقس جرهام أن هاجم الإسلام بعنف واتهمه بأنه يعلم أتباعه "اضطهاد" الآخرين حتى يتحولوا عن دينهم بهدف أن تصبح للإسلام "الهيمنة الكلية".وتتحدث الوثيقة التي نشرتها المنظمة بعنوان "أتباع دعوة الرب إلى مصر" عن قيام أعضاء تابعين لها بالعمل في المستشفى بمحافظة أسوان، حيث زعمت الوثيقة أنه يشكو عادة من نقص الخدمات به مقارنة بالعاصمة المصرية ومناطق دلتا النيل الأوفر حظا.وقالت المنظمة والتي تأسست عام 1970 في مدينة بوون بولاية كارولينا الشمالية الأمريكية، إن الدكتور مايكل بينلي، المتخصص في الأشعة والعلاج بالأشعة، وزوجته جولي تم إرسالهما للعمل في مستشفى الإرسالية التنصيرية في محافظة أسوان.وأوردت الوثيقة شهادة لطبيب مصري اسمه الدكتور كامل داوود، والذي عرفته وثيقة المنظمة بأنه مدير مستشفى الإرسالية الإنجيلية بأسوان، حيث قال، إن "الطبيبين المسيحيين يساعدوننا في تحقيق مهمة المستشفى".وأضاف داوود: "لقد لعبا دورا رئيسيا، بنفس القدرة من الأهمية، في مهمتنا كمسيحيين، وهما يشتركان في التنصير وتوعية الناس، وهو ما نقوم به من خلال الكثير من الطرق في المستشفى وفي زياراتنا للقرى".وزعم داوود: "إن الطبيبين مفيدان للغاية في دعم الكنائس المحلية من خلال التنصير والاشتراك معهم، وهما يشجعان أيضا الموظفين حيث يشاركان في تكريسنا (نوع من الصلاة) الصباحي والأنشطة الأخرى".وكشف بينلي في الوثيقة، عن تجربته في مصر فقال: "المسلمون منتبهون للغاية للسلوك المسيحي، غير أنهم يرون الحب غير المشروط للرب والذي يظهر من العاملين في المستشفى".وسرد بينلي قصة علاجه لطفل مصري يتيم، فقال إنه جاء للمستشفى يعاني من انسداد معوي وكان في حاجة لجراحة عاجلة. وأضاف: "رغم أنه (أي الطفل) لم يكن لديه أموال أو أهل فقد تلقى أفضل رعاية ممكنة. ونحن نصلي كي تكون هذه العلامة المرئية على الحب غير المشروط من الرب لصبي مسلم خطوة أخرى نحو المساهمة في الثقة فينا وفي الإنجيل".وقال بينلي: "لقد كانت رحلتنا إلى أسوان وقتا للنمو الروحي لنا، ولم نشعر في أي وقت على الإطلاق بأننا أقرب إلى الرب أكثر مما كنا في مصر. وعندما ذهبنا إلى أسوان كنا نعتقد أننا ذاهبين لتشجيع المسيحيين في الإرسالية، لكنا كنا نحن المحظوظين".وأشار الطبيب الامريكي إلى أنه انخرط في العمل التنصيري فور وصوله اسوان عن طريق "مشاركة الآخرين في شهاداته وقصصه المسيحية" وانه بدء في تعلم اللغة العربية.وكانت وثيقة أخرى للمنظمة نشرت على موقعها الالكتروني، كشفت قيامها بالعديد من أنشطة التنصير ضمن أنشطة العمل الإغاثي والطبي في عدد من الدول العربية والإسلامية كذلك، وعلى رأسها مصر والأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان والعراق وافغانستان.وتقول المنظمة انها على أتم الاستعداد لتقديم أي دعم للمسيحيين الذين يوفرون الطعام لفقراء المسلمين، ويقودونهم إلى الخلاص في يسوع المسيح".نشاط المنظمة بجنوب السودان وكانت المنظمة شنت في وقت سابق هجوما حادا على حكومة الرئيس السوداني عمر حسن البشير والتي اسمتها بـ "حكومة الشمال الإسلامية"، واتهمتها باضطهاد مسيحيي الجنوب وهدم وحرق كنائسهم.وذكرت تقارير صحفية أن المنظمة بدأت بالفعل حملة إعلانية كبيرة تتركز في محطات الحوارات الإذاعية الأمريكية تدعو الأمريكيين للتبرع من أجل حماية المسيحيين في جنوب السودان وإعادة بناء كنائسهم.وتقول المنظمة إنها بنت 80 كنيسة في عام 2007 وحده، مضيفة: "هدفنا بناء 120 كنيسة أخرى في 2008، كما أننا سنبدأ واحدة من أكبر عمليات توزيع نسخ من الكتاب المقدس في تاريخ البلد".وتطالب الحملة الأمريكيين بالتبرعات والصلاة "من أجل أن يستخدم الرب برامج سامرتين بيرس في كل السودان لجلب الناس إلى الخلاص".والمثير في الأمر أن تلك الإعلانات تحمل رسالة صوتية من القس جرهام ومن سودانيين يتحدثون باللغة الإنجليزية عن كيفية ما يقولون إنه تدمير المسلمين لكنائسهم وحرقها وتهجيرهم من قراهم.ونفت الحكومة السودانية أكثر من مرة اضطهاد مواطنيها المسيحيين، واتهمت الجنوبيين في المقابل بارتكاب انتهاكات بحق المسلمين.وسبق أن كشفت وثيقة صادرة عن رئاسة الجمهورية السودانية في سبتمبر 2007 عن "خروقات" قامت بها الحركة الشعبية لتحرير السودان فيما يخص اتفاقية نيفاشا للسلام، بحق المسلمين في الجنوب.وتزعم المنظمة في إعلان لها : "ان حكومة السودان الإسلامية حاولت استئصال المسيحية من الجنوب، لكنها فشلت". وأوضحت المنظمة من خلال حملة الاعلانات أنها تدير في الجنوب مستشفى جراحيًّا يخدم الآلاف كل شهر، ومشاريع زراعية تصل إلى أكثر من 7 آلاف إكر (الإكر أكثر من 4 آلاف متر مربع)، كما تقدم المواد الإغاثية والمساعدات لما يزيد عن 50 مدرسة. __________________